كشفت دراسة حديثة عن الاتجاهات العالمية في الأبحاث المتعلقة بالإسلام المبكر، وهو المجال الذي يغطّي حياة النبي محمد وتأسيس المبادئ الإسلامية وتطور الفكر الإسلامي. أجري التحليل الببليومتري على ٧٦٤ مقالاً مستنداً إلى قاعدة بيانات Web of Science، مسلطاً الضوء على النمو المتزايد في الدراسات الأكاديمية حول هذا المجال، خاصةً في تخصصات علم الآثار والعلوم الإنسانية والاجتماعية.
جاءت الدراسة لتبيّن أن الأبحاث حول الإسلام المبكر تشمل إسهامات من ٦٠ دولة، حيث تصدرت الولايات المتحدة المشهد البحثي، في حين هيمنت اللغة الإنجليزية على النشر الأكاديمي. وبرزت مجلتا Der Islam-Zeitschrift für Geschichte und Kultur des Islamischen Orients وJournal of Archaeological Science Reports كأكثر المجلات اهتماماً بهذا المجال، مع تركيز متزايد على علم الآثار في الدراسات الإسلامية المبكرة.
كما أشارت الدراسة إلى دعم مالي مقدم من منظمات دولية كالمجلس الأوروبي للأبحاث والحكومة الإسبانية ومؤسسة العلوم الإسرائيلية، مما يسلط الضوء على استثمارات مهمة في مجال الدراسات الإسلامية. وجاءت كلمات مفتاحية مثل “الإسلام” و”القرآن” و”الفترة الإسلامية المبكرة” في مقدمة الموضوعات الشائعة في هذا الحقل البحثي، مشيرة إلى الاهتمام الأكاديمي المعاصر بتلك المواضيع.
تؤكد نتائج هذا التحليل على الأهمية الدولية المتزايدة للدراسات المتعلقة بالإسلام المبكر، وتوفر أساساً هاماً لتعميق الأبحاث المستقبلية، بما يسهم في معالجة الثغرات المعرفية وتشجيع استكشافات جديدة في هذا المجال المتنامي.
وأظهرت الدراسة أيضاً أن هناك نقصاً واضحاً في محتوى دوائر المعارف الإسلامية باللغة الإنجليزية حول الإسلام المبكر، وهو جانب يثير أسفاً لدى الباحثين والمختصين. ورغم التوسع الأكاديمي في مجال الدراسات الإسلامية، فإن المحتوى المتوفر في الموسوعات الغربية لا يعكس عمق المعرفة والإسهامات الحضارية في هذه الحقبة التاريخية.
هذا النقص في الموسوعات يبرز الحاجة الملحة إلى مبادرات تهدف إلى تطوير مواد موسوعية متعمقة وشاملة حول الإسلام المبكر باللغة الإنجليزية، بحيث تتضمن تحليلات دقيقة وأبحاثاً موسعة تسلط الضوء على أبعاد تلك الفترة التاريخية. ويعد هذا الجهد أساسياً لتعزيز التفاهم بين الثقافات وتحقيق رؤية متوازنة للإسلام المبكر ضمن السياق الأكاديمي الدولي.
