كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون أمريكيون وصينيون عن خطر متزايد للإصابة بالاكتئاب المزمن بين الأشخاص غير المتزوجين، مقارنة بنظرائهم المتزوجين. الدراسة، التي نُشرت في مجلة Nature Human Behaviour، شملت بيانات لأكثر من 100 ألف شخص من سبع دول ذات ثقافات وأديان وقيم اجتماعية متنوعة، من بينها الولايات المتحدة، الصين، والمكسيك.
أظهرت الدراسة أن العزوبية ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة 80%، وأن الأشخاص الذين ليس لديهم أسر هم الأكثر عرضة لهذه الحالة. كما بينت النتائج أن العادات السيئة مثل الإفراط في شرب الكحول والتدخين تنتشر بشكل أكبر بين غير المتزوجين، مما يزيد من تدهور حالتهم النفسية.
البيانات أظهرت أيضاً أن الرجال الحاصلين على تعليم عالٍ في الدول الغربية كانوا الأكثر تأثراً بالاكتئاب الناتج عن العزوبية. ومن ناحية أخرى، أشارت الدراسة إلى أن فقدان الزوج أو الزوجة يزيد خطر الاكتئاب بنسبة 99%، بينما يزيد الطلاق من هذا الخطر بنسبة 64%.
الدراسة التي استمرت لعقدين من الزمن أكدت الأثر الإيجابي للعائلة على الصحة النفسية. فالمتزوجون كانوا أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب بغض النظر عن وضعهم الاجتماعي والاقتصادي. وخلص الباحثون إلى ضرورة أخذ هذه النتائج بعين الاعتبار في وضع استراتيجيات مكافحة الاكتئاب، خصوصاً مع ارتفاع عدد المصابين عالمياً، والذي تجاوز 300 مليون شخص وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
وتجدر الإشارة إلى أن الإسلام الحنيف قد حثّ على الزواج والتزويج لما فيه من صلاح للفرد والمجتمع وسعادة الدارين في الدنيا والآخرة. وقد ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وآله قوله: “النكاح سنتي، فمن رغب عن سنتي فليس مني”. كما يؤكد المرجع الديني الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي مراراً على أهمية السعي في تزويج الشباب وتقديم الدعم اللازم لتسهيل هذا الأمر، لما في ذلك من أثر إيجابي على استقرارهم النفسي والاجتماعي.