أخبارالعالم

يونسكو تفتتح “متحف سجون د1عش” لتوثيق الجرائم والانتهاكات ضد الإنسانية

في خطوة تهدف إلى توثيق جرائم تنظيم د1عش الإرهـ،ـابي، افتتحت منظمة يونسكو مقرها الرئيسي في باريس معرضاً يحمل اسم “متحف سجون د1عش”.
المتحف الرقمي التفاعلي يركز على توثيق الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها التنظيم في العراق وسوريا، اللذين شهدا حقبة سوداء ما تزال آثارها تتردد حتى اليوم.
يُعد هذا المتحف الأول من نوعه في توثيق الفظائع المرتكبة داخل السجون التي استخدمها التنظيم كأداة للقمع والترهيب. حيث يشمل أرشيفه الضخم أكثر من 70 ألف وثيقة ومئات الشهادات المصوّرة مع ناجين وناجيات من السجون والمجازر.
ومن خلال استخدام تقنيات ثلاثية الأبعاد، يعيد المتحف بناء مسارح الجرائم، بما في ذلك السجون، مواقع المقابر الجماعية، والقرى المدمرة.


معرض “ثلاثة جدران: حكاية المكان في الموصل القديمة” هو أول فعاليات المتحف، ويستمر من 7 إلى 14 نوفمبر 2024. يُسلط المعرض الضوء على ثلاثة مواقع في الموصل القديمة، هي كنيسة السريان، الجامع النوري الكبير، ومنزل في حي الميدان، التي تعرضت للتدمير على يد التنظيم. باستخدام تقنيات الواقع الافتراضي والجولات التفاعلية، يُتيح المتحف للزوار فرصة الاطلاع على هذه الأماكن كما كانت قبل وأثناء وبعد سيطرة د1عش عليها.
المعرض يتضمن شهادات مسجلة لناجين من السجون، منهم من عاش تجربة الاعتقال في كنيسة السريان وبيت الميدان، حيث يستعرضون تفاصيل مروعة عن التعذيب وظروف الاحتجاز القاسية. يعتمد المتحف في توثيقه على تحقيقات معمقة وأبحاث استقصائية أجرتها فرق متخصصة، تضم صحافيين استقصائيين، مهندسين معماريين، وخبراء في التصميم ثلاثي الأبعاد.
يهدف “متحف سجون د1عش” إلى أكثر من مجرد التوثيق؛ فهو يسعى إلى تعزيز الوعي العالمي بفظائع د1عش والمساهمة في تحقيق العدالة. كما يعمل على دعم عائلات المفقودين الذين ما زالوا يبحثون عن أحبائهم، من خلال توفير منصة لعرض الأدلة والشهادات. بالإضافة إلى ذلك، يركز المتحف على استعادة التراث الثقافي والتاريخي للموصل، الذي يمثل رمزاً للتعايش السلمي والتنوع الحضاري في المنطقة.
ويسعى المتحف أيضاً إلى دفع عجلة المحاسبة الدولية، من خلال تقديم الأدلة على الجرائم التي ارتكبها التنظيم، ودعم الجهود الرامية لتحقيق المساءلة القانونية والإنسانية. ويأمل القائمون عليه في أن يصبح منصة دائمة للتوعية، من أجل تجنب تكرار مثل هذه الفظائع في المستقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى