ذكر موقع “سابرانك Sabrang” الإخباري الهندي، أن ملصقاً شيعياً تقليدياً عن موقعة كربلاء الخالدة، كان قد أثار مؤخراً، جدلاً سياساً واسعاً بعد إتهام القائمين عليه من قبل زعيم حزب يميني متشدد، باستهداف الطائفة الهندوسية.
وقال الموقع في تقرير خاص ترجمته وكالة “أخبار الشيعة”، إن “الملصق كان يحتوي على الحديث النبوي الشريف (من كنت مولاه، فهذا علي مولاه) كاستذكار لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام)، إلا أنه وفي الثالث من شهر تشرين الثاني الجاري، اندلع جدل حاد عبر شبكة الإنترنت من قبل أبناء مدينة (إندور)، بعد أن تم تحريف معنى الملصق المعروض على واجهة حسينية محلية”.
وأوضح التقرير إنه “سرعان ما استغلت الجماعات اليمينية هذا الملصق الذي تظهر فيه راية الإمام الحسين (عليه السلام) الحمراء، مدعيةً أنه يروّج لمفهوم (غزوة الهند) والذي يرتبط بروايات مذاهب متطرفة غير شيعية عن (غزو إسلامي) مفترض للهند”، مضيفاً أن “هذه الادعاءات التي انتشرت بسرعة كبيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قد صوّرت الراية الحسينية زوراً على أنها (رمزٌ للعدوان الموجه ضد المجتمع الهندوسي)، مما أثار جدلاً سياسياً محتدماً غذته مزاعم مضللة واسعة النطاق”.
وذكر الموقع المتخصص في سياق تقريره، أن “الموقف قد تصاعد أكثر بعد إقدام نائب رئيس حزب (باهاراتيا جاناتا) ومنسق جمعية (راكشاك سانجاثان) الهندوسية في مدينة (إندور)، السياسي المعروف (أكلافيا سينغ جور)، على نشر صورة لملصق محرم الحرام، متهماً إياه بالترويج للإرهـ،ـاب وتحدي جهود حفظ السلام التي تبذلها السلطات، كما دعا إلى اتخاذ إجراءات فورية، والعمل على تحديد ومعاقبة المسؤولين عن عرض هذا الملصق”.
وفي سياق متصّل، فقد صرّح مفوض الشرطة في المدينة، “هيمانت تشوهان”، بالقول إنه “قد تم عقد اجتماع مع ممثلي المجتمع الشيعي، لبحث موضوع الملصق الحسيني”، مؤكداً إنه “على الرغم من أن الحادثة برمّتها كانت تخص فاجعة كربلاء، وغير ذات صلة بأية مقاصد مرفوضة، إلا أن ممثلي شيعة المدينة، قد عمدوا إلى إزالة الملصق طواعيةً وبأنفسهم منعاً لأي حالة سوء فهم محتملة”.
وبيّن موقع موقع “سابرانك Sabrang” في ختام تقريره، أنه “عادةً ما تُعرض مثل هذه الملصقات خلال شهر محرم الحرام وفي يوم الأربعين الحسيني، حيث تبقى في أماكن عرضها حتى تتلاشى أو يتم استبدالها بملصقات جديدة”، مشيراً إلى أن هذه العادات هي جزء من تقليد راسخ داخل المجتمع المسلم الشيعي في الهند، كتكريم لتضحية الإمام الحسين، دون أن يكون المقصود منه، نقل أي رسالة سياسية أو طائفية.