أخبارالعالم

وسط تصاعد أعمال العنف.. ارتفاع عدد النازحين وزيادة المقابر في ولاية الجزيرة بالسودان

في أحدث تقارير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بالسودان، أعلن الثلاثاء عن ارتفاع كبير في عدد النازحين السودانيين من ولاية الجزيرة إلى أكثر من 135 ألف شخص، في وقت تتصاعد فيه أعمال العنف التي طالت المدنيين في عدة مناطق. وأفاد المكتب بوجود حالات مأساوية تشمل أطفالًا مفقودين أو منفصلين عن ذويهم، إلى جانب إصابات بطلقات نارية واعتقالات تعسفية بحق النازحين.
وأشارت التقارير إلى وقوع حالات عنف واعتداء جنسي ضد الفتيات والمراهقات، مما أسفر عن انتحار بعضهن. كما لفت المكتب إلى تدمير واسع النطاق للمحاصيل الغذائية وحرق أنظمة الطاقة الشمسية التي كانت توفر إمدادات المياه للمناطق المتأثرة.
من جهة أخرى، وثّق ناشطون سودانيون عبر مقاطع مصورة توافد نازحين من 120 قرية في ولاية الجزيرة إلى مدينة “الفاو” في ولاية القضارف، بعدما فرّوا من مجازر ارتكبتها قوات الدعم السريع.
وأفادت منصة “نداء الوسط-ولاية الجزيرة” بأن قوات الدعم السريع ما زالت تحاصر نحو 10 آلاف مواطن في مدينة الهلالية، حيث تتزايد أعداد الوفيات بسبب نقص الرعاية الطبية والإسعافات الأولية، مع استمرار معاناة السكان من التسمم جراء تناول مواد غذائية فاسدة.
وفي إطار تصعيد الوضع الميداني، أفادت “شبكة أطباء السودان” بتقارير مروعة من مدينة سنجة بولاية سنار، حيث تم تصفية 11 مواطناً من قبل قوات الدعم السريع أثناء محاولتهم الفرار من المدينة. كما أُجبر العديد من الشباب والأطفال على القتال في صفوف المليشيات المسلحة، فيما يعيش المواطنون في ظروف إنسانية كارثية.
وفي سياق متصل، كشف مختبر البحوث الإنسانية في جامعة ييل الأمريكية عن توسع ملحوظ في مواقع المقابر الجماعية بشرق ولاية الجزيرة، ما يسلط الضوء على الجرائم الفظيعة التي ترتكبها قوات الدعم السريع بحق المدنيين.
وأظهر تحليل صور الأقمار الصناعية لعدة مقابر في منطقة رفاعة زيادة سريعة في حجم المقابر، مما يعزز التقارير التي تتحدث عن فظائع جماعية ارتكبتها القوات ضد المدنيين في المنطقة.
وتحدثت التقارير الحقوقية عن تجاوز عدد ضحايا هجمات قوات الدعم السريع في مناطق شرق الجزيرة الألف قتيل، فيما يستمر الأهالي في نشر صور المفقودين من أسرهم. هذا التصعيد في أعمال العنف جاء في أعقاب هجوم شنته قوات الدعم السريع في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي على منطقة السريحة، أسفر عن مقتل 124 شخصًا على الأقل وإصابة 200 آخرين.
مع تصاعد الأزمة الإنسانية في ولاية الجزيرة والمناطق المحيطة بها، تبقى أسئلة كثيرة حول مستقبل هذه المناطق والجهود الدولية المبذولة لوقف هذا النزاع الذي خلف تداعيات كارثية على المدنيين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى