اكتشف علماء الآثار في المكسيك مدينة مفقودة تعود لحضارة المايا، تقع في ولاية كامبيتشي المكسيكية، والتي احتوت على هياكل عمرها أكثر من ألف عام لم يسبق رؤيتها. ووفقاً لتقرير نشرته “CNN عربية”، فقد كان لهذه المدينة تاريخ طويل مخفي بسبب الغابات الكثيفة التي غطت المنطقة.
وأطلق العلماء على هذه المدينة المكتشفة اسم “فاليريانا” نسبة إلى بحيرة قريبة، وتضم آلاف الهياكل والمنشآت المعمارية الفريدة، منها خزانات مياه، وملعب لكرة القدم، ومعابد هرمية، وشبكة طرق واسعة تربط بين ساحاتها المغلقة، ما يكشف عن التخطيط الحضري المتقن الذي اتبعه شعب المايا.
وقد جرى الاكتشاف باستخدام تقنية “ليدر” التي تعتمد على الليزر للكشف عن المباني والأماكن المخبأة تحت الغطاء النباتي الكثيف. وغطت عمليات المسح مساحة 122 كيلومتراً مربعاً، حيث كشفت عن 6764 مبنى في فاليريانا ومستوطنات مجاورة.
وأوضح لوك أولد توماس، الباحث الرئيسي، أن الاكتشاف كان مفاجئاً ويؤكد توقعاته حول ثراء الآثار في تلك المنطقة المهملة سابقاً، التي تقع بين منطقتين مستكشفتين هما شمال يوكاتان والأراضي الجنوبية للمايا، حيث لطالما اشتبه علماء الآثار منذ الأربعينيات بوجود أطلال حضارية مدفونة في كامبيتشي.
وقال مارسيلو كانوتو، المؤلف المشارك للدراسة وأستاذ الأنثروبولوجيا، إن صعوبة الوصول إلى كامبيتشي سابقاً كانت سبباً في تجاهل استكشافها، إلا أن هذه النتائج الجديدة تغير من فهم العلماء لحضارة المايا وعلاقاتها الجغرافية المعقدة، مبيناً أن المايا تميزوا بتخطيط حضري ذكي يتناسب مع الطبيعة حولهم، ويشمل شبكات طرق وجسور ومدرجات زراعية وهياكل دفاعية، مما يتحدى الرأي التقليدي حول عزلة مستوطناتهم.
وأكد عالم الآثار كارلوس موراليس أجيلار أن الكثافة السكانية وأنماط الاستيطان تكشف عن مجتمع منظم للغاية، مشيراً إلى أن هذه النتائج ترسم صورة لحضارة مترابطة من المدن الحضرية والريفية التي امتدت عبر أراضي المايا.