شهدت إيطاليا ترجمة فريدة للقرآن الكريم حملت بصمة أول مسلم، “حمزة روبرتو بيكاردو”، الذي ترجم المصحف الشريف إلى اللغة الإيطالية بلمسة إيمانية ودعوية، ما جعل ترجمته تحقق انتشاراً واسعاً وتصبح واحدة من أكثر الترجمات تأثيراً وشيوعاً بين الإيطاليين.
وتُعد ترجمة بيكاردو للقرآن الكريم، التي نشرتها “دار الحكمة” عام 1993، إنجازاً لافتاً في مسار الترجمات الإسلامية إلى الإيطالية، حيث إنها جاءت من منظور مسلم، على عكس الترجمات السابقة التي قام بها مستشرقون وعلماء غربيون. يقول بيكاردو في معرض تعريفه بترجمته: “الفرق الكبير بين ما قمت به والترجمات الأخرى هو أني قدمت ترجمة من منظور مؤمن بالقرآن، بما ينقل روح النص ويعمق فهمه.”
ولدت هذه الترجمة بعد خمس سنوات من العمل المكثف، مروراً بخمس لجان مراجعة لضمان دقة الترجمة والالتزام بالمعاني الأصلية للنص القرآني. ويعزو بيكاردو أهمية عمله إلى أن إيطاليا، حيث تُعد المسيحية الديانة السائدة، بحاجة إلى نصوص واضحة وسلسة تساعد في التعرف على الدين الإسلامي وفهمه بدقة، وقد أشار إلى أن عدداً كبيراً من الإيطاليين اعتنقوا الإسلام بفضل هذه الترجمة.
ويأتي هذا الإنجاز في وقت تمثل فيه إيطاليا موطناً لنحو مليونين ونصف مليون مسلم، مما يجعل الإسلام ثاني أكبر ديانة في البلاد. وبحسب الخبراء، تعكس ترجمة بيكاردو روحاً دعوية خاصة تهتم بتفسير المعاني العميقة للقرآن الكريم وإبراز التعاليم الإسلامية للمجتمع الإيطالي، متجاوزةً أسلوب المستشرقين التقليدي، الذي غالباً ما يفتقر إلى مراعاة الجوانب الروحية.
ونال عمل بيكاردو تأييداً من عدة مؤسسات إسلامية، مما يبرز تأثير الترجمة وتقديرها في الأوساط الإسلامية.