أفاد تقرير اليونسكو العالمي لرصد التعليم لعام 2024، بوجود 251 مليون طفل وشاب حول العالم خارج مقاعد الدراسة، مما يعكس انخفاضًا بنسبة 1% فقط خلال ما يقرب من عشر سنوات في نسبة غير الملتحقين بالتعليم. واعتبرت اليونسكو أن النقص المزمن في تمويل التعليم، خاصة في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، يُعد سببًا رئيسيًا لهذه الأزمة.
وأشارت اليونسكو إلى أن 33% من الأطفال والشباب في سن الدراسة بالدول ذات الدخل المنخفض لا يذهبون إلى المدرسة، مقارنة بـ 3% فقط في الدول الغنية. وفي إفريقيا جنوب الصحراء، توجد أكثر من نصف الحالات العالمية لغير الملتحقين بالتعليم، مما يُبرز الفوارق الإقليمية الحادة.
وأكد التقرير أن أربع دول من أصل كل عشر دول تُنفق أقل من 15% من ميزانيتها العامة وأقل من 4% من ناتجها المحلي الإجمالي على التعليم، وهما النسبتان المرجعيتان لتحقيق أهداف التعليم. وفي المقابل، يبلغ معدل الإنفاق على كل متعلم في الدول ذات الدخل المرتفع 8,543 دولارًا، بينما يقتصر على 55 دولارًا فقط في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط.
ولمعالجة هذه الفجوة التمويلية، دعا التقرير إلى الاستفادة من آليات تمويل مبتكرة، مثل تحويل الديون إلى استثمارات تعليمية، في ضوء التعاون بين اليونسكو ومجموعة العشرين، التي تترأسها البرازيل حاليًا. ويسعى هذا التعاون، الذي أفرز عن “إعلان فورتاليزا” في الاجتماع العالمي للتعليم الذي عُقد مؤخرًا في البرازيل، إلى تعزيز التضامن الدولي وتجديد الجهود لتطوير التعليم بوصفه أداة لبناء مستقبل عادل ومستدام.
