تقرير أممي يكشف استمرار التمييز والعنف في أفغانستان والشيعة الهزارة والنساء من بين أبرز الضحايا
كشف تقرير صادر عن الأمم المتحدة عن استمرار التمييز والعنف الممنهج ضد الأقليات، وخصوصًا الشيعة الهزارة، والنساء في أفغانستان، منذ سيطرة حركة طالبـ،ـان على الحكم.
وأفاد التقرير، الذي أعده المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بأفغانستان، ريتشارد بينيت، بأن الوضع الحالي يشهد تصاعدًا غير مسبوق في التمييز العرقي والديني في البلاد، خاصة في ظل حكومة تهيمن عليها أغلبية من البشتون السنة وتقصي بقية المجموعات العرقية والدينية.
وأشار التقرير إلى أن هذا التمييز قد أثر على حوالي 41 مليون أفغاني من خلفيات عرقية ودينية ولغوية مختلفة، مما أدى إلى زيادة في التوترات وانعدام الثقة بين مكونات الشعب الأفغاني. وذكر بينيت أن طالبـ،ـان تدعي تعزيز الوحدة الوطنية، إلا أن سياساتها تستثني وتميز ضد الأقليات، مما يدفع المجتمع نحو المزيد من الكراهية والتفكك.
وخص التقرير الشيعة الهزارة كمجموعة مستهدفة بالعنف والتمييز في أفغانستان، حيث يتعرضون لتهديدات من تنظيم د1عش خراسان، ويواجهون قيودًا متعددة من قبل حركة طالبـ،ـان. ووفقًا للتقرير، فقد تعرض الشيعة الهزارة في مناطق مثل كابول وهيرات وباميان لهجمات متكررة من قبل د1عش، إضافة إلى قيود فرضتها طالبـ،ـان على شعائرهم الدينية وجمع الكتب الشيعية من المكتبات، مما يشير إلى محاولات منظمة لتقليص دورهم الثقافي والديني في المجتمع الأفغاني.
وأشار التقرير أيضًا إلى أن النساء والفتيات في أفغانستان يعانين من انتهاكات متعددة تشمل الاعتداءات الجنسية، وفرض القيود على حرية الحركة والتعبير. وأوضح بينيت أنه تم تسجيل حالات اغتصاب واعتداءات جنسية من قبل عناصر طالبـ،ـان، خاصة ضد النساء اللاتي احتججن على سياسات الحركة، وذكر أن هذه الانتهاكات تشمل الاعتقالات الجماعية لفتيات من المناطق الشيعية والطاجيكية، مما يشير إلى تصاعد التمييز العرقي إلى جانب التمييز الجنسي.
وحذر التقرير الأممي من عواقب التمييز المستمر والعنف على تماسك المجتمع الأفغاني، موضحًا أن الفجوة بين المجموعات العرقية تزداد عمقًا مع مرور الأيام، مما يعزز الانقسامات الاجتماعية ويضعف الوحدة الوطنية. وأكد بينيت أن هذه السياسات التمييزية ستؤدي إلى مزيد من الإقصاء والتهميش للأقليات، داعيًا المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات جادة لحماية حقوق الإنسان في أفغانستان والضغط على طالبـ،ـان لاحترام التنوع العرقي والديني في البلاد.