أكد المرجع الديني الأعلى، سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي، أن التظاهر هو حق طبيعي مكفول للجميع، ويجب أن يُتاح هذا الحق أمام أي حاكم أو مسؤول، وفي أي زمان ومكان، مشدداً على أهمية أن يكون للشعوب حرية التعبير عن مطالبها وحقوقها دون قيود. جاء هذا ضمن كلمات قصيرة نشرها الموقع الرسمي لمكتب سماحته.
وأشار المرجع الشيرازي إلى نموذج تاريخي من عصر صدر الإسلام، وتحديدًا في عهد أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، الذي سمح للناس بحرية التعبير عن آرائهم والمطالبة بحقوقهم، حتى وإن كانت مطالبهم غير مشروعة.
وأوضح أن الإمام علياً عليه السلام كان قد فتح باب التظاهر الحر لأول مرة في التاريخ، ليعطي الناس حقهم في التعبير عن آرائهم في وقت كانت فيه العديد من الأمم والشعوب تعاني من قسوة الاستبداد وظلام القهر.
وأضاف سماحته أن هذه السابقة التي أرساها الإمام عليٌّ عليه السلام، جاءت في زمن كان العالم فيه غارقاً في الاستبداد، حيث لم تكن هناك أي أطر للحريات العامة أو مجال للتعبير عن الرأي بحرية. مؤكداً أن هذا السلوك الذي تبناه الإمام عليٌّ عليه السلام يُعتبر نموذجاً مهماً لحكام المسلمين خاصةً، إذ إنه يُبرز ضرورة الالتزام بالقيم الإسلامية السامية التي تُعنى بحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية.
كما دعا المرجع الشيرازي الحكام والمسؤولين، خاصةً في الدول الإسلامية، إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه شعوبهم والالتزام بمبدأ العدالة كقيمة أساسية في الحكم والإدارة، مشيرًا إلى أن هذه المبادئ لها تأثير كبير ليس فقط على استقرار المجتمعات ورضا الشعوب، بل أيضًا على مصير الحكام والمسؤولين في الدنيا والآخرة.
وفي كلماته وخطاباته المستمرة، بالإضافة إلى الجلسات العلمية التي يعقدها يوميًا في منزله بحضور عدد من العلماء والفضلاء وجموع المؤمنين، يؤكد المرجع الشيرازي مرارًا على أهمية أن يلتزم الحكام بالعدالة وحرية التعبير، داعيًا إلى بناء أنظمة حكم تضمن حقوق الشعوب وتعمل لتحقيق الرفاه الاجتماعي.