أخبارالعالم الاسلاميباكستان

لعبة طائفية الخطيرة في باكستان.. صحيفة دولية تحذر من مخطط جسيم ضد الشيعة!

نشرت صحيفة “ذا برينت The Print” الإلكترونية الهندية، مقالاً افتتاحياً حذرت من خلاله مما وصفته بـ “اللعبة الطائفية الخطيرة” التي تلعبها سلطات باكستان من خلال توفير الأرضية الشعبية للتيار المعادي للمسلمين الشيعة في بلادها.
وقالت الصحيفة ضمن مقالها التفصيلي الذي ترجمت مضامينه وكالة “أخبار الشيعة”، إن “مما عزز هذا المفهوم، هو ما نشره صحفي باكستاني مؤخراً حول تجمّع نظمته جماعة (سيباهي صحابة) المتطرفة المعادية للشيعة في مدينة (إسلام آباد) وعلى مقربة من مقر جهاز الاستخبارات الداخلية، حيث روّج المجتمعون لما وصفها الصحفي بـ (الأكاذيب الخطيرة) و(دعوات للكراهية)، فضلاً عن وصم مواطنيهم الشيعة بـ (الخونة والقتلة والإرهـ،ـابيين)، ناهيك عن الدعوة علناً إلى طردهم من الإسلام”.
وأوضح المقال، أن “المشاعر المعادية لأتباع آل البيت الأطهار (عليهم السلام) في المجتمع الباكستاني عميقة الجذور، كما أن تاريخ هذا المجتمع مليء بالاضطهاد والاستهداف المنهجي للمسلمين الشيعة”، مبيّناً أنه “يصعب تجاهل المفارقة هنا، من حيث كون (محمد علي جناح)، الزعيم السياسي الشهير، ومؤسس دولة باكستان الحديثة وفق رؤيته للوطن الإسلامي الموحد، هو نفسه ينحدر من عائلة شيعية”.
وأشارت كاتبة المقال “أمانة بيغام”، الى أنه “وعلى الرغم من حظر جماعة (سيباهي صحابة) رسمياً في باكستان، إلا أنها تظهر في كثير من الأحيان تحت أسماء جديدة، مدفوعة بتفسيرٍ صارم للإسلام الـ (ديوبندي) والذي يعتبر الشيعة والسنة غير الديوبنديين كـ (زنادقة)”، مؤكدةً أن “أيديولوجية هذه الجماعة تعدّ إقصائية بشكل وصفته بـ (الصارخ)، حيث دعا قادتها علناً إلى الانقسام الطائفي، ومنه ما جاء على لسان زعيم الجماعة (أعظم طارق)، بالقول إنه (يجب إعلان الشيعة كفاراً إذا كان للإسلام أن يسود في باكستان) وفق زعمه”.
وأوضحت “بيغام”، أن “هذه النظرة المتطرفة تنبع من فكرتين مترابطتين بشكل وثيق، أولهما، هو مفهوم (التكفير) الذي يسمح للمتطرفين بوصف المسلمين الآخرين بأنهم (كفار) ورفضه أن يترك مجالاً لتفسيرات مختلفة داخل الإسلام، مما يعزز بيئة لا يتم فيها التسامح إلا مع تفسير واحد صارم، وإن أي وجهة نظر تبتعد عن موقفه (الصحيح) من وجهة نظره، فسوف تُسمى (هرطقة) أو (ردّة)”.
وتابعت الكاتبة، أن “ثاني هاتين الفكرتين، هي الاعتقاد بأن أي شخص يُنظر إليه على أنه (كافر) يستدعي أن يستحق العقاب أو حتى القتل كـ (واجب ديني)، وهو ما يؤكد عمل هذه الأفكار مجتمعةً، على خلق مزيج خطير، يغذي مجتمعاً يتحول فيه التعصب بسهولة إلى العنف المسلّح، وبالتالي إلى تآكل التنوع والوئام الاجتماعي، ومن أمثلته حكم التكفير الذي أطلقه تنظيم القاعدة الإرهـ،ـابي بحق تنظيم د1عش الإرهـ،ـابي، ووصف خلافته بأنها غير شرعية وأن المنتمين لها هم (خوارج) منحرفون عن الإسلام”.
وأكّدت صحيفة “ذا برينت The Print” في ختام مقالها، إن “الفكر الإسلامي السائد كان مختلفاً تماماً عن هذه التفسيرات المتطرفة، والذي يستند إلى الآية القرآنية الكريمة (لا إكراه في الدين) والتي تبيّن أن الإيمان هو مسألة اختيار فردي، فيما دعا علماء الإسلام في جميع أنحاء العالم باستمرار، إلى تعزيز التعايش السلمي والتسامح داخل المجتمع، كما ترفض الغالبية العظمى منهم في وقتنا الحاضر، أي دعوة إلى العنف ضد الأفراد بناءً على معتقداتهم، إلا أن هذا النهج قد يعمل كأداة ملائمة في باكستان لصرف الانتباه عن القضايا الداخلية مؤقتاً، دون الأخذ بالاعتبار أنه يعدّ محفوفاً بمخاطر تدهور النسيج الاجتماعي الباكستاني على الأمد الطويل”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى