وسط أجواء احتفالية مهيبة آلاف المصريين يحيون ذكرى استقرار رأس الإمام الحسين عليه السلام
اختتم الآلاف من المصريين، الثلاثاء، إحياء ذكرى استقرار رأس الإمام الحسين عليه السلام، حيث تُقام هذه المناسبة في آخر ثلاثاء من شهر ربيع الآخر، وتُعرف شعبياً باسم “الليلة الكبيرة”. وقد شهد شارع الأزهر، المؤدي إلى مسجد الإمام الحسين عليه السلام، زحاماً كبيراً لحركة السيارات والأعداد الغفيرة من الزوار الذين توافدوا لإحياء الذكرى.
وتدفقت الجموع الحاشدة صوب ساحة الإمام الحسين عليه السلام، مرددين الهتافات الدينية مثل “نحن في ساحة الحسين نزلنا *** في حمى الله من أتى لحسينا”، في مشهد امتلأت به الساحة بروحانيات المحبة والولاء لآل البيت عليهم السلام.
وبدأت الاحتفالات قبل أسبوع، وشهدت توافد أعداد كبيرة من مختلف محافظات مصر، وخاصة من صعيد البلاد، لاختتام الذكرى في هذه الليلة المميزة.
كما شاركت الطرق الصوفية عبر تقديم خدمات تطوعية متنوعة، حيث قامت بعض الجمعيات بنحر ماشية وتوزيع الطعام على الزوار، فيما وزعت مجموعات أخرى الحلوى وسط أجواء اجتماعية ودينية مميزة، واحتضنت الأزقة المحيطة حلقات الذكر والدروس الدينية، مع تعريف الحضور بسيرة آل البيت عليهم السلام ومآثرهم.
ويشار إلى أن الإمام الحسين عليه السلام، سبط الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وُلد في الثالث من شعبان في السنة الرابعة للهجرة، واستُشهد في واقعة كربلاء في العاشر من محرم سنة 61 هـ، ما أدى إلى تعدد الروايات حول مكان رأسه الشريف، حيث يعتقد بعض المؤرخين أن الرأس الشريف دُفن في القاهرة بعد نقله من عسقلان.
حيث تقول الشيعة إنه دفن بكربلاء مع الجسد، في حين يوجد خلاف لدى أهل السنة حول مكانه، فمنها ما يتفق ما رأى الشيعة، ويرى أن الرأس دفن مع الجسد في كربلاء، غير أن كثيرين يرون أن الرأس دفن واستقر في القاهرة.
وحسب رواية المؤرخ عباس محمود العقاد في كتابه “أبو الشهداء الحسين بن علي”، فقد اختلفت الروايات حول مكان الرأس، إلا أن الرواية التي تستقر في الوجدان الشعبي المصري هي تلك التي تشير إلى نقل الرأس إلى القاهرة في عهد الوزير الصالح طلائع بن رزيك، الذي دفنه في المسجد الحسيني، في مشهد يستقطب محبة المصريين واحترامهم.