مقابر الإمام الشافعي.. معالم تراثية مصرية في خطر بسبب قانون الـ100 عام
تتكرر في مصر قضية تهديد معالم أثرية بالهدم، وهذه المرة توجه الأنظار نحو منطقة مقابر الإمام الشافعي وسط القاهرة، حيث باتت تواجه هذه المنطقة التاريخية خطر الإزالة بذريعة مشاريع تطوير البنية التحتية، ما أثار انتقادات واسعة من قبل المهتمين بالتراث، الذين يعتبرون أن هذه العمليات قد تؤدي لفقدان جزء مهم من تاريخ البلاد.
في هذه المقابر القديمة، دُفن العديد من الفقهاء والقادة وأدباء مصر، وقد بُنيت القباب والأضرحة على طُرز معمارية فريدة، من بينها مقبرة محمود سامي البارودي، أحد قادة الثورة العرابية، وقبة “نام شاز قادين” المستولدة محمد علي، والتي تعكس ملامح من تاريخ الأسرة العلوية. هذه المنشآت، رغم قيمتها التاريخية، تواجه خطر الإزالة، لتوسعة طرق رئيسية، حسب تصريحات رسمية، دون توضيحات كافية حول المشروع أو خرائط واضحة لمساراته.
رئيس قطاع الآثار المصرية الأسبق، يوسف خليفة، يرى في المقابر “متحفاً مفتوحاً” يعرض طُرزاً معمارية لا تعوّض، ويصف إزالتها بأنها “جريمة” ضد التراث، داعياً لبدائل تحفظ المعالم، سواء بطرق بناء مبتكرة تدمج بين المشروع والتاريخ أو بنقلها لمواقع آمنة.
ورغم أن قانون حماية الآثار الصادر في عام 1983 يحمي المباني الأثرية التي يتجاوز عمرها 100 عام، فإن الباحثين يجادلون بأن الحماية لا يجب أن تقتصر على هذا الشرط الزمني وحده. يقول خليفة إن “معظم معالم القاهرة الخديوية لم تكمل قرنها الأول، فهل يجوز هدمها أيضاً؟”. هذا القانون، في رأيه، يحتاج مرونةً، خاصةً للمباني ذات الطابع التاريخي الفريد.
من جانبه، اقترح الباحث ميشيل حنا بديلاً لهدم الأضرحة؛ كالمحافظة عليها أو نقلها. كما عبرت كريستين عادل فتحي، عضوة مجلس الشيوخ وأستاذة الدراسات السياحية، عن موقف مماثل، مشددة على أهمية الحوار المجتمعي حول هذه المشاريع لتجنب توترات مماثلة في المستقبل.