أعلنت الأمم المتحدة، الاثنين، عن مقتل وجرح عشرات المدنيين ونزوح أكثر من 46 ألف شخص نتيجة موجة العنف المسلح التي اجتاحت ولاية الجزيرة وسط السودان خلال الأسبوع الماضي.
وذكر المكتب الأممي للشؤون الإنسانية (أوتشا) في بيان له أن “العنف أسفر عن مقتل وجرح العديد من المدنيين، فيما فر نحو 46,700 شخص إلى ولايات القضارف وكسلا ونهر النيل”.
وأشار البيان إلى أن “قوات الدعم السريع شنت هجوماً كبيراً بين 20 و25 أكتوبر، حيث أطلق مسلحون النار على المدنيين بشكل عشوائي، وارتكبوا أعمال عنف ضد النساء والفتيات، إلى جانب نهب الأسواق والمنازل وإحراق المزارع”.
وأوضح “أوتشا” أن “سكان 30 قرية وبلدة تعرضوا للاعتداءات الجسدية، ما دفع آلاف المدنيين للفرار بحثاً عن الأمان”. وأكدت الفرق الميدانية التابعة للمنظمة الدولية للهجرة أن حوالي 9,332 أسرة من مدينة تمبول والقرى المحيطة بها في شرق الجزيرة فروا من منازلهم.
وحذر المكتب الأممي من أن أولئك الذين بقوا في مناطقهم يواجهون تهديدات خطيرة، منها الاعتداء الجنسي وفقدان الأرواح، وأن العديد من الجرحى بحاجة ملحة إلى العلاج الطبي.
وفي وقت سابق، ذكر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن “التقارير الواردة من السودان تفيد بمقتل 124 شخصاً على الأقل في ولاية الجزيرة”. وأكد ناشطون وأطباء سودانيون أن قوات الدعم السريع مسؤولة عن تلك الهجمات، مشيرين إلى أن الاعتداءات جاءت “انتقاماً” لانشقاقات قيادات من هذه الولاية عن الدعم السريع لصالح الجيش.
من جانبه، صرح رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، بأن “انتهاكات قوات الدعم السريع للقانون الدولي وجرائمها ضد الإنسانية لن تمر دون عقاب”.
وتشهد السودان نزاعاً بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023، مما أسفر عن أكثر من 20,000 قتيل و11 مليون نازح ولاجئ، وفقاً للأمم المتحدة، وسط تصاعد الدعوات الأممية والدولية لإنهاء النزاع وتجنب كارثة إنسانية تلوح في الأفق.
