الأمم المتحدة تدعو لحماية التراث السمعي البصري في أفغانستان وسط قيود طالـ،ـبان المتزايدة
مع تصاعد القيود التي تفرضها حكومة حركة طالـ،ـبان على وسائل الإعلام في أفغانستان، دعت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان (يوناما) إلى ضرورة حماية التراث السمعي البصري الوطني. جاء هذا البيان تزامنًا مع اليوم العالمي للتراث السمعي البصري الذي يحتفل به في ٢٧ أكتوبر سنويًا، ويهدف إلى حماية المواد الأرشيفية التاريخية من أفلام وتسجيلات صوتية على مستوى العالم.
وصرحت يوناما عبر منصاتها الاجتماعية، أن “حماية السجلات المرئية والحفاظ على الهوية الثقافية هو مسؤولية تجاه الأجيال القادمة”، مؤكدة على أهمية الأدوات والممارسات التي تسهم في صون هذا التراث الثري.
وتأتي هذه الدعوة وسط توجه طالـ،ـبان نحو سياسات جديدة تمنع تصوير الكائنات الحية وتفرض قيودًا صارمة على وسائل الإعلام في عدد من الولايات، وهو ما يشكل تحديات مباشرة للأرشيف الوطني الأفغاني ومؤسسات أخرى كالتلفزيون الوطني وأفلام أفغانستان.
تاريخيًا، لعبت الأرشيفات السمعية والبصرية في أفغانستان دورًا مهماً في توثيق ماضي البلاد الممتد لعقود، وتمتلك المحطات مثل RTA (إذاعة وتلفزيون أفغانستان) وأفلام أفغانستان مجموعات واسعة، توثق نحو ٩٠ عامًا من التاريخ الأفغاني، من الأحداث الثقافية إلى فترات الصراعات.
وفي ظل حكم طالـ،ـبان منذ أغسطس ٢٠٢١، واجه الإعلام الأفغاني قيودًا إضافية، منها حظر ظهور النساء في بث RTA، وفرض قواعد لباس صارمة للصحفيات، ومنع عرض الكائنات الحية، بجانب إلزام المذيعات بارتداء الأقنعة منذ مايو ٢٠٢٢. هذه التدابير أثارت القلق لدى العاملين في الإعلام حيال استمرارية الأرشيفات الثقافية والتاريخية، في وقت يحذر فيه العديد من مراسلي RTA من أن المحطة، التي تضم أكثر من ٢٥,٠٠٠ ساعة من المحتوى السمعي و١٥,٠٠٠ ساعة من المحتوى المرئي، مهددة بالانهيار.
وفي ظل استمرار الضغوط، يأمل المدافعون عن التراث الثقافي والإعلامي أن تدرك طالـ،ـبان أهمية الحفاظ على هذا الإرث الوثائقي الذي يمثل جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية لأفغانستان.