اليونيسف: الحرب في لبنان تهدد صحة الأطفال الجسدية والعقلية وسط نقص الإمدادات وتزايد الإصابات
حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” من الأوضاع الصعبة التي يعيشها الأطفال في لبنان جراء الحرب الدائرة في الجنوب، مؤكدةً أن الآثار المترتبة على الأطفال تشمل تداعيات خطيرة على صحتهم الجسدية والنفسية.
ووصفت تيس إنجرام، مديرة الاتصالات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا باليونيسف، الوضع بأنه “حالة طوارئ إنسانية صعبة”، حيث يجد الأهالي صعوبة كبيرة في تلبية احتياجاتهم الأساسية، خاصة تأمين المياه الصالحة للشرب، إلى جانب صعوبة التنقل بين القرى لتجنب مناطق القصف، ما يزيد من مخاطر تعرض الأطفال للمخاطر الصحية والنفسية على حد سواء.
وأوضحت إنجرام أن مناطق الجنوب تشهد تزايداً في معدلات الإصابات بين المدنيين، حيث الأطفال الأكثر تأثراً، وتحدثت عن حالات إصابات خطيرة بين الأطفال ناجمة عن الانفجارات، منها إصابات بشظايا تصل إلى الدماغ والحبل الشوكي، ما يستدعي تدخلات جراحية معقدة لإنقاذ حياتهم. كما أن الأطفال يتعرضون لكسور وجروح بالغة تتطلب عمليات جراحية دقيقة، فضلاً عن حالات بتر الأطراف والحروق التي أصبحت شائعة نتيجة التعرض المباشر للانفجارات.
ولفتت إنجرام إلى أن الخطر لا يتوقف عند الأضرار الجسدية فقط؛ إذ يتأثر الأطفال نفسياً نتيجة العيش في بيئة مراكز الإيواء، حيث يسود الخوف الدائم من صوت القصف، الذي يعجزون عن التكيف معه لفترات طويلة، مضيفة أن استمرار تعرضهم لهذه الضغوط النفسية من شأنه أن يترك آثاراً نفسية عميقة قد تضر بنموهم النفسي والصحي على المدى الطويل.
ودعت اليونيسف المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لتقديم المساعدات اللازمة لضمان حصول الأطفال وعائلاتهم على الحاجات الأساسية من غذاء ومياه ورعاية طبية عاجلة، في محاولة للتخفيف من آثار الحرب التي باتت تهدد الأجيال الناشئة في لبنان بشكل متزايد.