موقع عالمي متخصص: الاكتشافات الأثرية الأخيرة في العراق سلّطت الضوء على شكل الحياة في بلاد ما بين النهرين!
أشاد موقع “آرت نيت Art Net” الإخباري المتخصص بشؤون الآثار والتراث حول العالم، بالمنجز العلمي الأخير من قبل فريق إستكشاف أثري عراقي في منطقة “الفياضية” بالعراق.
وقال الموقع في تقرير مصوّر ترجمته وكالة “أخبار الشيعة”، إن “الفريق الذي قاده عالم الآثار العراقي (قحطان عباس حسن عبود)، قد نجح في كشف النقاب عن مسكنين أثريين مليئين بما يقرب من (500) قطعة أثرية نادرة، مما أعطى نظرة ثاقبة جديدة لحياة سكان ما قبل التاريخ المكتوب” حسب وصفه.
وأشار التقرير الى أن “من بين القطعة الأثرية التي تم العثور عليها خلال هذه المهمة الاستكشافية، هي أختام أسطوانية، وألواح مسمارية، وأواني فخارية”، مؤكداً إن “البراعة الفنية التي تم إظهارها في كل قطعة أثرية، هي شهادة حية على الثقافة البصرية السائدة خلال الإمبراطورية البابلية القديمة، كما أنها ستساعد الباحثين على توثيق المسار الأثري والتاريخي في هذه المنطقة”.
وبيّن موقع “آرت نيت Art Net” في سياق تقريره، أن المسمارية هي أقدم أشكال الكتابة على الإطلاق، حيث استخدمت لأول مرة منذ أكثر من (5000 عام) أي قبل ظهور الكتابة الهيروغليفية المصرية”، مضيفاً أن “الكُتَّاب كانوا يضغطون على جوانب قلم القصب على الألواح الطينية لإنشاء سلسلة من العلامات، وكانت هذه الألواح تُحفظ في علب طينية مناسبة بصورة تعدّ مقدمة للظرف الورقي الحديث، كما أنها متينة بشكل لا يصدق الى درجة يمكن أن تتحمل معها التعرّض للنيران المباشرة”.
وكانت الأختام الأسطوانية تستخدم من قبل جميع أفراد المجتمع في بلاد ما بين النهرين القديمة – بغض النظر عن المنزلة – كطريقة لإثبات الملكية أو للتوقيع باسم الشخص، كما هو الحال في الوثائق القانونية الحديثة، فكان سطح الختم يتميز بمجموعة متنوعة من الرموز الأيقونية التي تحدد هوية المستخدم عبر ترك صور مميزة على الطين المبلل عند دحرجة الختم على سطحه، وكانت هذه الأختام التي يبلغ ارتفاعها حوالي بوصة واحدة، مصنوعة من مواد قوية، وفي بعض الأحيان من الأحجار الكريمة، كما أن عدداً كبيراً من الأختام العائدة الى جميع فترات بلاد ما بين النهرين القديمة، باقيةً وبحالة جيدة، الى درجة أنها ساعدت المؤرخين على تتبع التطورات الجمالية في هذه المنطقة.
تجدر الإشارة الى أنه من المقرر إجراء المزيد من أعمال الحفر في المنطقة والبحث في القطع الأثرية، إلا أن الخبراء يأملون بالفعل أن تكون هذه الاكتشافات بمثابة تقدم كبير في فهم الحياة البابلية القديمة وتطور ثقافتها المادية والإنسانية.