تابعت صحيفة “آيريش نيوز Irish News” الإلكترونية الدولية، وعبر مقالها الافتتاحي المفصّل، بيان سلسلة المراحل التاريخية التي تسببت من خلالها السياسات البريطانية، في الوضع الكارثي الذي تعيشه منطقة الشرق الأوسط في وقتنا الحاضر.
وقالت الصحيفة في المقال الذي ترجمت مضامينه وكالة “أخبار الشيعة”، إنه “وعلى إثر الضغط المحلي الحاصل على وزير الحرب آنذاك، (ونستون تشرشل) لتخفيض لحجم الإنفاق على القوات المسلحة بعد الحرب العالمية الأولى، وما أسفر عنه هذا القرار من تبعات سلبية على تقدّم جيش بلاده في معاركه ضد إيرلندا والحكومة البلشفية في روسيا، فقد دفعته هذه التطورات إلى محاولة تعزيز الاقتصاد من خلال محاولة السيطرة على بلاد ما بين النهرين، إلا أن المقاومة الشديدة التي أبداها الشعب العراقي ضد الاحتلال البريطاني، فقد اضطر (تشرشل) إلى اعتماد سلاح الجو بدلاً من القوات البرية، والذي أطلق عليه حينها، اسم (الشرطة الجوية)”.
وتابع المقال أن “سلاح الجو الملكي البريطاني كان قد بدأ في قصف القرى والبلدات المشتبه في أنها تؤوي مؤيدي الثورة العراقية، كما لم يكتف (تشرشل) بتدمير المباني، بل فكّر في استخدام الغاز السام، مما أسفر في نهاية المطاف عن بستشهاد ما يقدر بنحو (10000) مواطن عراقي ومقتل (400) جندي بريطاني، فيما بلغت تكلفة الحرب حوالي (50) مليون جنيه إسترليني”. وأكّدت صحيفة “آيريش نيوز” التي تتخذ من مدينة “بلفاست” الإيرلندية الشمالية، مقراً لها، إنه “كانت لهذه الحملة عدة نتائج مشؤومة، إلا أنه بالنظر الى نجاح سلاح الجو الملكي البريطاني في حفظ حياة قوات المشاة وتوفير الأموال، فقد مُنح هذا السلاح، السيطرة العسكرية على المنطقة، وهو ما أسهم في تعزيز الاعتقاد، بأن القصف الجوي لن يستطيع قمع الثورات القبلية فحسب، وإنما سيجلب النصر لحكومة لندن في الحرب بأسرها”.
وأوضح كاتب المقال، المؤرخ والمحلل السياسي “برايان فيني”، أن “هذا الاعتقاد كان خاطئاً تماماً كما أبرزته الأحداث اللاحقة، وإنما كان يعكس حجم الترويج للمزاعم التي أطلقها آنذاك، الجنرال البريطاني (آرثر هاريس) والذي سميّ لاحقاً بـ (القاصف) عندما تم منحه قيادة أسراب القاصفات في الحرب العالمية الثانية بسبب قيادته للطيارين الجدد في بلاد ما بين النهرين”.
وأشار “فيني” إلى أنه وفي أعقاب المقاومة الواسعة النطاق، فقد دعا “تشرشل” إلى ما يسمى بـ “مؤتمر القاهرة” في آذار من عام 1921، والذي ضمّ سياسيين ومسؤولين وخبراء، تمت دعوتهم بصورة شكلية، لأن شكل المنطقة كان قد تم تحديده بالفعل في لندن وفقاً لتوجهات حكومة الانتداب البريطاني، ومنها مصير الأراضي الواقعة غربي نهر الأردن وهي “فلسطين” بموجب “إعلان بلفور”، حيث تم تعيين المدعو “السير هربرت صموئيل” بمنصب “المفوض السامي الصهيوني” على هذه الأراضي، فيما كانت التوجهات نحو الجزء الشرقي من نهر الأردن، هي بالإعلان عن إنشاء مملكتين جديدتين، هما الأردن والعراق.