أخبارالعالم الاسلاميالعراق

الأمم المتحدة: د1عش لم يكن الأول؛ الأيزيديون ضحايا قرون من القمع الوحشي

نشرت منظمة الأمم المتحدة، تقريراً ميدانياً تناولت من خلاله مجتمع الأيزيديين العراقيين، ابتداءً بتاريخه الغني والمأساوي في الوقت نفسه، مروراً بحالات الاضطهاد الشديد والعنف الذي طال أبناءه على مرّ التاريخ.
ووفقاً لتقرير المنظمة الدولية فإن “الهجمات المستمرة على أتباع هذا المجتمع، قد أدت إلى تشتيت أفراده وتقليص أعدادهم وتهميشهم خلال المائة عام الماضية، فمنه ما واجهوه خلال فترة حكم الإمبراطورية العثمانية، والذي لم يتوقف خلال الفترات اللاحقة وعلى اختلاف الأنظمة الحاكمة، بما في ذلك حكومة البعث الصدامي، حيث طالت الأيزيديين حملات تعسفية عديدة، ومنها إجبار مئات الآلاف منهم على النزوح، ومصادرة ممتلكاتهم، إلى جانب تدمير ما يقرب من (200) قرية أيزيدية في سنجار، ونقل آلاف منهم إلى مواقع سكن جماعية بعيداً عن الحقول والقرى التابعة لهم بهدف تسهيل قمع أي نوع من أنواع المعارضة السياسية للنظام البعثي في الأجزاء الشمالية من البلاد”.
كما أوضح التقرير أن “الاضطهاد الأكثر بروزاً لهذه الأقلية الدينية، هو ما شهدته خلال هجوم د1عش الإرهـ،ـابي على مدينة سنجار عام 2014، والذي أسفر عن مذابح ووحشية قلّ نظيرها، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من (5000) منهم، واختطاف أكثر من (7000) امرأة وطفل تم بيع العديد منهم كعبيد، إلى درجة وصفت معها الأمم المتحدة إلى جانب عدد من منظمات حقوق الإنسان الدولية والحكومات المختلفة في عام 2016، هذه الفظائع بأنها (أعمال إبادة جماعية)”.
وأشارت المنظمة في سياق تقريرها، الى أن “أحد التدابير المحورية في تعافي أبناء هذا المجتمع، يتضمن تقديم المسؤولين عن هذه الإبادة الجماعية للعدالة، وهو ما يستلزم محاكمة إرهـ،ـابيي د1عش بتهمة ارتكاب جرائم حرب وحملات إبادة جماعية، وعلى الرغم من أن العراق ليس عضواً في المحكمة الجنائية الدولية، إلا أنه بإمكان المحكمة الجنائية الدولية اكتساب الاختصاص فيما إذا أحال مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة القضية إليها، كما أن الولاية القضائية العالمية تسمح للدول الأخرى بمقاضاة مرتكبي الإبادة الجماعية، مما يضمن إمكانية متابعة تطبيق العدالة من خلال الآليات الدولية”.
وأكدت منظمة الأمم المتحدة في ختام التقرير، انه من الأهمية بمكان توفير فرص الحياة الأفضل للمجتمع الأيزيدي العراقي، والذي يشمل المساعدة في إعادة بناء المنازل والمؤسسات التعليمية وأماكن العبادة التي دمرها د1عش، فضلاً عن بذل الجهود التعاونية بين الحكومات والمنظمات الدولية لإنشاء آليات فعالة لتجسيد هذه المقترحات، مشيرةً إلى أنه من الضروري أيضاً تقديم خدمات الصحة العقلية المناسبة للمتضررين من أبناء هذا المجتمع، وإنشاء مرافق الإرشاد بما يضمن تسهيل عملية الشفاء للناجين من حملات الإبادة الد1عشية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى