أظهرت دراسة مسحية جديدة نُشرت نتائجها في صحيفة “الغارديان” البريطانية أن المسلمين في أوروبا يعانون من تصاعد مقلق للعنصرية والتمييز في مختلف نواحي حياتهم. الدراسة، التي أجرتها “وكالة الاتحاد الأوروبي للحقوق الأساسية”، شملت آراء 9,600 مسلم من 13 دولة في الاتحاد الأوروبي، وكشفت أن نصف المشاركين تقريبًا واجهوا تجارب عنصرية في السنوات الخمس الأخيرة.
وبحسب الدراسة، يعاني المسلمون من تحديات متزايدة تشمل التنمّر في المدارس وصعوبات الحصول على فرص متساوية في العمل، إضافة إلى التمييز في استئجار وشراء المنازل.
مديرة الوكالة، سيربا راويتو، قالت إن “تصاعد العنصرية ضد المسلمين يغذّيه الخطاب المعادي لهم، ويجردهم من إنسانيتهم”، مشيرة إلى أن الأوضاع ازدادت سوءًا بعد اندلاع الحرب في غزة وما رافقه من اعتداءات على مساجد وأماكن عبادة في دول أوروبية.
وشملت الدراسة معطيات صادمة؛ إذ أكد 47% من المشاركين تعرضهم للتمييز خلال الفترة بين 2016 و2022، فيما أبلغ ثلثهم عن عوائق في سوق العمل، وأفاد 35% بتعرضهم للتمييز في الحصول على السكن. في بعض البلدان، كالنمسا، أفادت 71% من الجالية المسلمة بتعرضها للتمييز، بينما بلغت النسبة في ألمانيا 68%، حيث تزامنت هذه المعدلات مع تنامي شعبية الأحزاب اليمينية المناهضة للهجرة، مثل “حزب الحرية” في النمسا و”البديل من أجل ألمانيا”.
وبيّنت الدراسة أن النساء المسلمات، خاصة المحجبات، يواجهن مستويات أعلى من التمييز، حيث تعرضت 58% من النساء المحجبات من عمر 16 إلى 24 عامًا للعنصرية في أماكن العمل. كما أظهرت النتائج أن 55% من المسلمين في أوروبا ولدوا فيها، ورغم امتلاكهم لمؤهلات مشابهة لمواطنيهم الأوروبيين، إلا أنهم واجهوا تمييزًا واضحًا عند البحث عن عمل.
وشددت الدراسة على الحاجة إلى فرض عقوبات صارمة ضد جرائم الكراهية، وجمع بيانات مفصلة عن التنوع العرقي والإثني للمساعدة في قياس التقدم نحو تحقيق المساواة.