جماعة طالـ،ـبان تفرض قيوداً على الكتاب والقراءة في أفغانستان وتمنع تداول الكتب الشيعية
تشير التقارير الميدانية إلى تراجع ملحوظ في ثقافة القراءة في أفغانستان بعد عودة طالـ،ـبان إلى الحكم، حيث يربط الخبراء هذا الانخفاض بالقيود الصارمة التي تفرضها الجماعة على الكتاب والقراءة والنشر.
وتعتبر نظرة طالـ،ـبان نحو الكتابة والطباعة والنشر من الأسباب الرئيسية التي أسهمت في انخفاض معدل القراءة للفرد في أفغانستان. وقد تأثرت ثقافة القراءة في البلاد تاريخياً بالأيديولوجيات السياسية الحاكمة، حيث كانت كل حركة تسيطر على الحكم تفرض حظرًا على الكتب التي لا تنتمي إليها، مما أعاق تطور ثقافة القراءة بشكل عام.
وفي ظل غياب إحصاءات دقيقة حول معدلات القراءة الحالية، أفادت وزارة الإعلام والثقافة في الحكومة السابقة بأن معدل القراءة للشخص الواحد كان يبلغ حوالي نصف دقيقة فقط يومياً. ويلاحظ أن ثقافة القراءة تقتصر بشكل كبير على بعض المدن الكبرى مثل كابل وهرات ومزار شريف، بينما تندر المكتبات ومحلات بيع الكتب في بقية أنحاء البلاد.
وفي إطار محاولاتها لتعزيز ثقافتها الخاصة، أطلقت طالـ،ـبان منذ استعادتها السلطة في 2021 مسابقات تحمل عنوان “معرفة الإمارة”، تهدف بحسب الجماعة إلى “تعزيز ثقافة القراءة”، غير أن هذه المسابقات تقتصر على كتاب واحد بعنوان “معرفة الإمارة” من تأليف عبد الستار سعيد، وهو عضو في الجماعة، ولم تشجع طالـ،ـبان على قراءة أي كتب أخرى، مما جعل من هذه المسابقات وسيلة لتعزيز الأيديولوجيا السياسية للجماعة أكثر من تعزيز القراءة بشكل عام.
وينتقد نشطاء ثقافيون هذا النهج، معتبرين أن طالـ،ـبان تستغل فكرة “تعزيز القراءة” لنشر أيديولوجيتها، ويحذرون من أن هذا التوجه قد يؤدي إلى تشويه الثقافة وتقويض القراءة والكتابة الحرة.
على الرغم من حديث طالـ،ـبان عن أهمية القراءة، اتخذت الجماعة خلال السنوات الثلاث الماضية إجراءات صارمة للحد من نشر وبيع الكتب، حيث سحبت كتباً لعدد من المؤلفين المختلفين بما فيهم الشيعة، ومنعت تداولها، كما فرضت حظرًا على إدخال الكتب المتعلقة بالمذهب الشيعي إلى البلاد، وقامت بحرق بعضها.
وإلى جانب سحب العديد من العناوين من الأسواق، تراقب طالـ،ـبان بشكل مستمر محال بيع الكتب من خلال أجهزتها الاستخباراتية، مما دفع بالعديد من أصحاب هذه المحال إلى إغلاقها. ويشهد سوق الكتب في العاصمة كابل ركودًا ملحوظًا، حيث يعزف الناس عن شراء الكتب، وهو ما يعزوه البائعون إلى القيود المشددة التي تفرضها طالـ،ـبان على هذا القطاع، مما أدى إلى تراجع ثقافة القراءة بشكل متزايد.