أخبارالعالم الاسلامي

العجز العربي في مواجهة إسرائـ،ـيل: رؤية المرجع الشيرازي الراحل وأهمية الوحدة الإسلامية

نشرت شبكة “النبأ” المعلوماتية مقالاً مفصلاً تحت عنوان “لماذا يعجز العرب في مواجهة إسرائيل؟” تسلّط فيه الضوء على تحليل المرجع الديني الراحل السيد محمد الحسيني الشيرازي حول أسباب العجز العربي في مواجهة الكيان الصهيوني. وتناول المقال رؤية السيد الشيرازي الراحل في أن السبب الجوهري لفشل العرب والمسلمين في تحرير فلسطين يعود إلى غياب الوحدة بينهم، وتفشي النزاعات والخلافات الداخلية التي تعيق أي جهد جاد ومشترك لمواجهة الاحتلال الإسرائـ،ـيلي.
يرى المرجع الراحل أن طول أمد الاحتلال الإسرائـ،ـيلي لفلسطين هو نتيجة مباشرة لعدم اتحاد المسلمين وتفككهم. ففي كل يوم، تُسمع الأخبار عن النزاعات بين الدول العربية والإسلامية، حيث تُلقى الاتهامات المتبادلة وتستمر المعارك الكلامية دون اتخاذ خطوات حقيقية لتحرير فلسطين. وأشار إلى أن بعض الأنظمة العربية انخرطت في اتفاقيات مع إسرائـ،ـيل، بينما تسعى أخرى لتقديم الخدمات للاحتلال من خلال ممارسات القمع والظلم التي تضعف المجتمعات الإسلامية وتُشتت قواها.
وأكد المقال أن المشكلة ليست فقط في التفرق السياسي، بل تمتد إلى غياب العمل المشترك والإخلاص في تحقيق هدف التحرير. وأضاف المرجع الشيرازي أن الإسلام، منذ بداياته، حذر من الخطر اليهودي، مستشهداً بالآية القرآنية التي تصف اليهود بأنهم أشد الناس عداوة للمؤمنين، وهو تحذير قديم لا يزال يتجلى في ممارسات إسرائـ،ـيل العدائية ضد المسلمين. وأشار إلى أن هذه العداوة يجب لا أن تُغفل، وأن واجب الأمة هو توحيد الصفوف والعمل معًا لإزالة هذه العوائق.
يُذكر أن السيد الشيرازي الراحل ركز في أطروحاته على أهمية التعاون والوحدة كسبيل رئيسي لتحرير فلسطين، مشيراً إلى أن إسرائـ،ـيل لا يمكن أن تستمر لفترة طويلة إذا توحد العرب والمسلمون ضدها. إلا أن هذا التوحد يبدو بعيد المنال بسبب الانقسامات السياسية والفكرية التي تُهيمن على المنطقة. كما شدد على أن الغرب والشرق يخشيان من توحد المسلمين، لأن هذا التوحد يعني إنهاء نفوذ القوى الكبرى في المنطقة.
المقال لم يقتصر على التحليل السياسي فقط، بل تطرق إلى تجارب تاريخية ونبوية تتعلق بأهمية الوحدة بين المسلمين، مُشيراً إلى قصة التآخي التي أرسى دعائمها النبي محمد (صلى الله عليه وآله) بين قبيلتي الأوس والخزرج بعد قرن من النزاعات، وكيف أن الوحدة بينهما كانت أحد الأدلة التي أقنعت ملك الروم بنبوة النبي محمد (صلى الله عليه وآله) هذه الأمثلة التاريخية جاءت لتؤكد أن توحيد الصفوف والعمل المشترك هو أساس النصر والنجاح.
وختاماً، دعا المقال إلى استلهام العبر من التاريخ الإسلامي والعمل على تطبيق مبدأ “كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة”، الذي كان أساس رسالة الإسلام كما وصفه المرحوم كاشف الغطاء. وأكد المرجع الشيرازي في ختام تحليله أن القضية الفلسطينية ليست مجرد صراع محلي، بل هي قضية إسلامية وعالمية، تتطلب تعاوناً عربياً وإسلامياً صادقاً لتحقيق النصر وتحرير فلسطين من الاحتلال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى