بعد (32) عاماً من الانتظار.. المناهج الإسلامية تجد طريقها الى بعض المدارس الإسبانية وسط معوقات كبيرة
بعد سنوات من التحشيد الذي قادته الأسر المسلمة ومؤسسات المجتمع المدني في مختلف أنحاء إسبانيا، تم إدخال التعليم الإسلامي في عدد صغير من المدارس في مختلف أنحاء البلاد، وفق ما يشار إليه محلياً بـ “الخطة التجريبية”.
ومن الأمثلة الحديثة على هذه التجربة التي استمرت للسنوات الأربع الماضية، هو ما شهده إقليم “كاتالونيا”، حيث اعتُمد التعليم الديني الإسلامي، كمادة اختيارية في المدارس والمؤسسات التعليمية المختلفة، في حين أنه لا توجد حالياً أي آفاق واضحة لدمج هذا الموضوع على نطاق واسع أو بشكل دائم في النظام التعليمي الإسباني.
وفي حديثه لوسائل إعلام محلية، قال البروفيسور “فرانسيسك إكزافيير مارين”، والذي يشغل منصب عضوية المجموعة البحثية المشرفة على تقييم التجربة الكتالونية، إن “الإدارة التعليمية ليس لديها أي مصلحة على الإطلاق في إنشاء هذه التجربة بشكل دائم، مما قد يدفع المهتمين بتدريس هذا المنهج الجديد، إلى التحوّل إلى مجالات أخرى”.
كما تحدث المعلمون الخمسة الوحيدون ممن قاموا بتدريس المنهج الإسلامي في منطقة يبلغ عدد سكانها (7) ملايين نسمة، عن الأمر بالقول، إنه “بعد أربع سنوات من تطوير المادة الدراسية من الصفر وبنائها بكل تفانٍ، سيضطرون إلى التخلي عن وظائفهم، وهو ما يمثّل حالة الإرهاق والوحدة التي يعانوها في مواجهة التمييز الواقع عليهم من قبل المؤسسات الرسمية”.
ويضيف أحد هؤلاء المعلمين، أن هذه المنطقة تعدّ متأخرة أساساً لـ (32) عاماً في تنفيذ التعليم الديني الإسلامي، والذي كان من المفترض أن يتم العمل به بعد اتفاقية التعاون المبرمة عام 1992 بين الدولة الإسبانية والكيانات الإسلامية الوطنية، حيث يحق لجميع المسلمين في إسبانيا وفقاً لهذه الاتفاقية، تلقي التعليم الديني في المدارس الحكومية، داعياً وزارة التعليم الإسبانية، إلى تمديد الخطة التجريبية وتطبيع تدريس الإسلام في المدارس، مع التأكيد على وجوب احترام السلطات الإقليمية والوطنية للاتفاقيات المدونة في قانون البلاد.
وكانت اتفاقية عام 1992 قد شكّلت علامة فارقة في الاعتراف بحقوق الجالية المسلمة المتنامية في إسبانيا، حيث تناولت جوانب مختلفة، منها التعليم، وقواعد بناء المساجد، والزواج، والأعياد الدينية، وغيرها في بلدٍ يقترب عدد السكان المسلمين فيه حتى هذه اللحظة، من 2.5 مليون نسمة، فيما تعدّ “كتالونيا” موطناً لأكبر عدد من الطلاب المسلمين في إسبانيا، وبما يزيد عن 660.392، وفقاً لإحصاءات اتحاد الجاليات الإسلامية في إسبانيا.
ويذكر أن العديد من العوامل كانت قد أسهمت في غياب التعليم الإسلامي في إسبانيا، ومنها المعلومات المحدودة التي يمتلكها الطلاب المسلمون وأسرهم حول حقوقهم بما فيها تلك المدرجة ضمن قانون عام 1992، وكذلك عدم فهم إسبانيا للهوية الإسلامية، وهو ما بيّنه عدد من الطلاب المسلمين حول الصعوبات الحياتية التي عاشوها خلال نشأتهم في هذا البلد.