أخبارالعالم الاسلاميالعراق

التصحر يهدد بحر النجف: كارثة بيئية وشيكة تهدد النظام البيئي والزراعة والمشاريع الإنتاجية في المنطقة

يواجه بحر النجف، أحد أبرز المناطق الطبيعية النادرة في العراق، تهديدًا بيئيًا خطيرًا يتمثل في مخاطر التصحر، مما قد يؤدي إلى دمار شامل للنظام البيئي الفريد في المنطقة. إذ يشتهر بحر النجف بتنوعه البيولوجي، حيث يضم أنواعًا نادرة من النباتات والحيوانات التي قد تختفي تمامًا إذا استمرت هذه التهديدات.
التصحر لا يقتصر ضرره على الحياة البرية فحسب، بل يهدد أيضًا الزراعة المحلية والأنشطة الإنتاجية في المنطقة. يعتمد المزارعون ومربو الماشية في هذه المنطقة على الأراضي الخصبة التي تغذيها مياه بحر النجف. ومع تحول المنطقة إلى أرض قاحلة، ستتأثر إنتاجية الزراعة بشكل كبير، فضلًا عن نقص المياه الذي سيؤدي إلى استنزاف الموارد الجوفية.
وفي هذا السياق، يشير المختص البيئي سنان الحجاج إلى أن “تحويل منطقة بحر النجف إلى صحراء قد يتسبب في تدهور بيئي شامل يهدد الأنواع النباتية والحيوانية الفريدة في المنطقة”، مؤكدًا أن فقدان هذه الأنواع سيشكل كارثة بيئية.
من جانبه، أعرب حسن علي، أحد مربي الماشية في المنطقة، عن مخاوفه من هذه التهديدات، قائلًا: “بحر النجف كان مصدر رزقنا لعقود طويلة، وإذا تحول إلى صحراء، سنتكبد خسائر كبيرة وقد نضطر للبحث عن مناطق بديلة”.
على الجانب الآخر، يعكس السياح الذين يترددون على المنطقة قلقهم بشأن فقدان جمالها الطبيعي. يقول أحمد كريم، أحد الزوار من بغداد: “لطالما كنت أزور بحر النجف لتميزه بين الروحانية والطبيعة الخلابة، وإن فقدنا هذه المنطقة لصالح التصحر، سنفقد جزءًا من تراثنا الطبيعي والروحي”.
وفي رد على هذه التهديدات، أعلن مجلس محافظة النجف الأشرف رفضه تحويل منطقة بحر النجف إلى صحراء، داعيًا إلى إيجاد مناطق بديلة لجعلها محميات طبيعية. كما أكدت إسراء سليم، رئيسة قسم خدمات الثروة الحيوانية في زراعة النجف، على أهمية المنطقة في دعم الاقتصاد المحلي، حيث تسهم المشاريع المنتجة في بحر النجف بتزويد الأسواق بأكثر من 13 ألف طن من الأسماك سنويًا، مما يحافظ على استقرار الأسعار.
ويمثل استمرار تهديد التصحر في بحر النجف خطرًا بيئيًا واجتماعيًا يتطلب تدخلًا عاجلًا للحفاظ على هذا النظام البيئي الثمين، وضمان استمرارية الحياة الزراعية والإنتاجية في المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى