في ظل حكم حركة طالـ،ـبان.. زيادة مقلقة في معدل وفيات الأمهات والأطفال أثناء الولادة في أفغانستان
تواجه أفغانستان ارتفاعاً مستمراً في معدل وفيات الأمهات والأطفال أثناء الولادة، نتيجة للتدهور الاقتصادي وصعوبة الوصول إلى المراكز الصحية، فضلاً عن ضعف البنية الجسدية للنساء وصغر سن الأمهات. تشير التقارير إلى أن العديد من النساء الحوامل يعانين من تحديات كبيرة في تلقي الرعاية الطبية، مما يزيد من خطر الوفيات.
لسنوات، اضطر العديد من سكان المناطق النائية في أفغانستان إلى التوجه للبلدان المجاورة مثل باكستان والهند للحصول على العلاجات الأساسية، وذلك بسبب استيراد أدوية ذات جودة منخفضة إلى البلاد، ما أدى إلى تلقيهم علاجات غير فعالة وغير ملائمة.
ورغم إنشاء العديد من الجامعات في مجالات الطب على مدار العقدين الماضيين، إلا أن جودة التعليم الطبي ظلت ضعيفة، حيث تعاني الجامعات من نقص حاد في الكوادر المتخصصة. هذا الوضع تفاقم مع السماح لبعض الدورات الطبية بتدريسها في الجامعات الخاصة بعد سيطرة حركة طالـ،ـبان، إلا أن مستوى التعليم الطبي لا يزال غير كافٍ لسد الاحتياجات الصحية في البلاد.
ووفقاً لتقرير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، فإن 67% فقط من النساء الحوامل في أفغانستان يراجعن أخصائيين صحيين، في حين يُفترض أن تزور كل امرأة الطبيب أربع مرات على الأقل خلال فترة الحمل. ولكن في الواقع، يحصل ثلث النساء فقط على هذه الخدمات الصحية الأساسية. وأضاف التقرير أن “عدم تلقي النساء للرعاية اللازمة يؤدي إلى ارتفاع معدلات الوفيات بين الأمهات والأطفال.”
كما أصدرت منظمة الصحة العالمية تقريراً أكدت فيه وفاة 24 أم يومياً أثناء الولادة، و167 طفلاً يموتون يومياً بسبب عدم توفر الرعاية الصحية. وأشار التقرير إلى إغلاق 428 مركزاً صحياً ثابتاً ومتنقلاً هذا العام بسبب نقص التمويل، ما يهدد بزيادة عدد الوفيات إذا لم يتم التدخل العاجل.
في المقابل، أعلنت وزارة الصحة في حكومة طالـ،ـبان في تقريرها السنوي عن انخفاض في عدد الوفيات، لكن التقارير على الأرض، من أطباء ومراقبين، تؤكد أن الوضع لا يزال مقلقاً.
وتظل أزمة وفيات الأمهات والأطفال في أفغانستان تحدياً كبيراً، في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية والصحية، ما يستدعي تحركاً عاجلاً لتحسين مستوى الرعاية الصحية وإنقاذ المزيد من الأرواح.