أطلقت جامعة هارفارد، عبر كلية اللاهوت، مبادرة بحثية متقدمة تحت عنوان “الشيعة والشؤون العالمية”، تهدف إلى إنتاج معرفة معمقة حول الأبعاد المتعددة والعابرة للحدود للنهضة الإسلامية الشيعية في العالم المعاصر.
يركز المشروع على دراسة التشيع بمختلف مظاهره، والتحولات الدينية والسياسية التي شهدتها المجتمعات الشيعية في الشرق الأوسط، ويعد هذا البحث أحد المبادرات الرائدة في تحليل الديناميات السياسية والاجتماعية المرتبطة بالحركات الشيعية.
وتتطرق المبادرة إلى قضايا ملحة في التاريخ الحديث، بما في ذلك التعبئة الدينية والصراع الطائفي. فمع اندلاع الحرب في اليمن، والصراع الأهلي في سوريا، والدمار في العراق، برزت حركات شيعية متنوعة كعنصر مؤثر في المشهد الجيوسياسي للمنطقة، هذه الحركات تشمل الاثني عشرية، الزيدية، العلوية، وغيرها من الحركات الدينية الأقلية التي أسهمت في تشكيل مسار التطورات السياسية في الشرق الأوسط.
إلى جانب تأثيراتها الإقليمية، تسلط المبادرة الضوء على الآثار العالمية لهذه التحولات، حيث تمس قضايا الأمن الدولي، السياسة الخارجية، وأسواق الطاقة العالمية. كما تثير هذه التغيرات تساؤلات أعمق حول العلاقة بين الدين والسياسة، ومستقبل التحديث في المجتمعات الإسلامية.
ويعمل المشروع على توظيف منظور متعدد التخصصات لفهم هذه القضايا المعقدة، بما يشمل العلوم السياسية، الدراسات الدينية، وعلم الاجتماع. وتهدف جامعة هارفارد من خلال هذه المبادرة إلى تقديم إسهامات بحثية جديدة تسهم في صياغة فهم أكثر شمولاً للدور المتنامي للإسلام الشيعي في السياسة العالمية.
