في دروب الموت.. آلاف اللبنانيين يفرّون نحو سوريا مشياً على الأقدام
على طرقات موحشة، وبين جبال ووديان قاسية، شهدت الأيام الماضية مشاهد مأساوية لعائلات لبنانية تهرب بأرواحها من جحيم العدوان الإسرائـ،ـيلي المستمر على الجنوب اللبناني.
مشياً على الأقدام، سار الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ، حامليًا أوجاعهم وذكريات منازلهم المدمرة، في مساعٍ يائسة للنجاة، متجهين نحو الحدود السورية بحثاً عن ملاذ آمن من القصف الذي لم يرحمهم.
“وكالة أخبار الشيعة” رصدت صوراً محزنة للعائلات النازحة، وجوههم شاحبة من التعب، وعيون الأطفال مرهقة بالدموع والخوف، وهم يعبرون الطرقات الوعرة وسط دوي القذائف التي تطاردهم.
أطفالٌ يسيرون حفاةً، وأمهات يحملن على أكتافهن ما تبقى من حياتهم في حقائب صغيرة. تلك الصور التي جسدت حجم الكارثة الإنسانية في جنوب لبنان، وصرخت بألم العائلات المشتتة والنازحين الذين لم يجدوا سبيلاً سوى الهروب.
وبحسب ما أفادت المنظمة الدولية للهجرة، فإن أكثر من 235 ألف شخص عبروا من لبنان إلى سوريا خلال الأيام الماضية، بين 23 سبتمبر و3 أكتوبر. في ظل هذا النزوح الكبير، كانت معظم الأعداد من السوريين الذين عادوا إلى بلادهم هرباً من القصف، إلى جانب ما يزيد عن 82 ألف لبناني، تركوا وراءهم كل شيء.
ورغم هذا النزوح الجماعي، لا تزال آلاف الأرواح معلقة تحت قصف الطائرات الإسرائـ،ـيلية، بين الموت المحتمل تحت الأنقاض أو الرحيل بلا وجهة. في هذا المشهد الحزين، يبدو أن العالم يقف عاجزًا أمام كارثة إنسانية تتفاقم يوماً بعد يوم، فيما يستمر القصف بلا هوادة، تاركاً خلفه آلاماً ودموعاً تروي قصة شعب لا يزال يسير في دروب الموت بحثًا عن الحياة.