بجهود ثقافية واسعة.. العراق يستعد لإنشاء أكبر متحف للآثار والطفل في بغداد
أعلنت دائرة المتاحف التابعة لوزارة الثقافة العراقية عن تقدم ملحوظ في مشروع إنشاء أكبر متحف للآثار والطفل في العراق، والذي من المؤمل أن يُقام بالقرب من نصب الجندي المجهول في بغداد. يأتي هذا المشروع ضمن سلسلة من المبادرات الثقافية التي تهدف إلى تعزيز التراث العراقي، فيما تستمر الجهود لاستعادة القطع الأثرية التي سُرقت من متحف الموصل خلال فترة سيطرة تنظيم “د1عش” الإرهـ،ـابي.
وقالت لمى ياس جاسم، مديرة دائرة المتاحف في الهيئة العامة للآثار والتراث، إن الوزارة تدرس منذ فترة طويلة إنشاء متحف بمواصفات عالمية ليكون مرجعاً مهماً للآثار العراقية، وذلك بدعم ومتابعة مباشرة من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني. مضيفةً أن هناك لجنة مختصة تعمل على توفير التخصيصات المالية اللازمة للمشروع، الذي سيتميز بتصاميم عالمية ويُخطط لاستخدام بعض التصاميم الهندسية للفنانة الراحلة زها حديد.
وتابعت بأن المشروع لا يقتصر على المتحف فقط، بل يشمل أيضاً إقامة مدينة ثقافية تضم مكتبة مركزية للدراسات، قاعات كبيرة للأمسيات الثقافية والفعاليات المدرسية، ومعارض داخلية وخارجية. كما سيتم إنشاء متحف خاص بالطفل، استمراراً لتراث العراق في هذا المجال، إذ كان العراق من أوائل دول الشرق الأوسط التي خصصت متحفاً للطفل منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي.
وفي سياق متصل، أكدت جاسم أنه قد تم افتتاح متاحف جديدة في العديد من المحافظات العراقية، مثل متحف البصرة عام 2019 ومتحف ميسان في عام 2023، مع تجهيز متحف الأنبار للافتتاح قريباً. كما أن متحف ديالى تم تجهيزه بالآثار وافتتاحه حديثاً، بينما تستمر الجهود لتأهيل المتاحف الأخرى بالتعاون مع مجالس المحافظات.
وأضافت أن العراق يستعين بخبراء إيطاليين لترميم الآثار، مع وجود مبادرة لإنشاء مشفى إيطالي متخصص في الترميم، إلى جانب تنظيم دورات تدريبية في اليابان وألمانيا وبريطانيا لتطوير العاملين في المتاحف العراقية.
وأوضحت جاسم أن الجهود مستمرة لإعادة تأهيل متحف الموصل الذي تعرّض للتدمير على أيدي عصابات “د1عش”، وذلك بالتعاون مع منظمة اليونسكو وخبراء فرنسيين، مما يعكس التزام العراق بالحفاظ على تراثه الثقافي والآثاري.