نظمت الهند جولات دبلوماسية إلى إقليم جامو وكشمير، وذلك في محاولة لإظهار الوضع في المنطقة المتنازع عليها بشكل إيجابي، على الرغم من التوترات المستمرة التي تعترف بها الأمم المتحدة، حيث دعت وزارة الشؤون الخارجية الهندية نحو 20 دبلوماسياً من دول مثل الولايات المتحدة، فرنسا، وألمانيا، لزيارة الإقليم في رحلة استغرقت يومين اعتباراً من 25 سبتمبر.
وقالت “خدمة الإعلام في كشمير” إن هذه الخطوة أثارت استياء العديد من المراقبين الذين يرونها محاولة للترويج لصورة زائفة حول عودة الحياة إلى طبيعتها في كشمير، التي جُردت من وضعها الخاص بعد إلغاء المادة 370 في عام 2019. وأشار المنتقدون إلى أن الانتخابات التي تنظمها الهند في المنطقة لا يمكن أن تكون بديلاً عن الاستفتاء الذي وعدت به الأمم المتحدة، والذي سيحدد مستقبل الإقليم المتنازع عليه.
وقد عارض النقاد مصداقية هذه الانتخابات في ظل استمرار اعتقال الآلاف من الكشميريين، بما في ذلك القادة السياسيون والنشطاء والصحفيون، مما يمنعهم من التعبير عن آرائهم بحرية، واعتبروا أن الجولة الدبلوماسية لا تعدو كونها “جولة إرشادية” يتم خلالها توجيه الدبلوماسيين لرؤية ما تريده الحكومة الهندية فقط، مع تقييد وصولهم إلى الحقائق على الأرض.
وتم استبعاد المفوضية الكندية العليا من الدعوة، مما أثار تساؤلات حول معايير اختيار الدبلوماسيين المدعوين، لا سيما في ظل الشكاوى من الإخطار القصير بالزيارة، ويذكر أن الهند نظمت في السابق جولات مشابهة في عام 2020 بعد إلغاء المادة 370، سعياً لإظهار تقدم في الإقليم، لكن المجتمع الدولي ما زال يشكك في نوايا الهند.
وعلى الرغم من محاولات الهند لتسويق فكرة عودة الأمور إلى طبيعتها، إلا أن المنطقة لا تزال تشهد تصاعداً في أعمال العنف، وحث المجتمع الدولي على النظر إلى حقيقة الوضع في كشمير بعيداً عن الدعاية الرسمية، بينما أكد زعماء كشمير أن الحل الوحيد هو تنفيذ الاستفتاء الذي وعدت به الأمم المتحدة لتحديد مستقبل الإقليم.