أخبارالعالم

صحيفة نيويورك تايمز ألبانيا تخطط لإقامة “دولة إسلامية” جديدة في العاصمة تيرانا

كشفت صحيفة نيويورك تايمز عن خطط رئيس وزراء ألبانيا، إيدي راما، لمنح أتباع الطريقة البكتاشية، وهي طائفة صوفية، منطقة مستقلة داخل العاصمة تيرانا، على غرار دولة الفاتيكان الكاثوليكية، في خطوة تهدف لتعزيز التسامح الديني في البلاد.
ووفقًا لتقرير الصحيفة، فإن الزعيم الروحي للطريقة البكتاشية، إدموند براهيماي، المعروف بلقب “بابا موندي”، يستعد لقيادة ما قد تصبح أصغر دولة في العالم إذا تحققت هذه الخطة، ويخطط بابا موندي، الذي يبلغ من العمر 65 عامًا، لحكم قطعة أرض تبلغ مساحتها 27 فدانًا، سيتم تحويلها إلى “دولة ذات سيادة للطريقة البكتاشية” بإدارتها وجوازات سفرها وحدودها الخاصة.
وفي مقابلة مع الصحيفة، أكد رئيس الوزراء راما أن الهدف من هذه الخطوة هو الترويج لنسخة متسامحة من الإسلام، مشيرًا إلى أن التسامح الديني هو “كنز يجب على ألبانيا أن تعتني به وألا تستخف به”. وأضاف راما أن الإعلان عن تفاصيل الدولة الجديدة سيتم في المستقبل القريب.
وتتضمن الدولة المقترحة مباني تشمل قاعة اجتماعات، ومصلى بقبة، ومتحفًا يعرض تاريخ الطريقة البكتاشية، بالإضافة إلى عيادة وأرشيف ومكاتب إدارية. وأشار بابا موندي إلى أن هذه الدولة قد تحتاج إلى جهاز استخبارات صغير لحمايتها من الأعداء، لكنها لن تشمل جيشًا أو حرس حدود أو محاكم.
وأكد بابا موندي، الذي يوصف بأنه رجل مرح ذو لحية بيضاء، على أهمية التسامح الديني في دولته، منتقدًا “المتطرفين المسلمين” الذين يستخدمون العنف لتحقيق أهدافهم، ووصفهم بأنهم “رعاة بقر”.
يجدر بالذكر أن الشيعة الاثني عشرية لا يتفقون مع الأفكار والمعتقدات والطقوس والأساليب التي تمارس في طرق التصوف والدراويش المختلفة، بل يرون في بعض الأحيان أنها تتضمن انحرافات فكرية وعملية، وفقًا لفتاوى بعض مراجع التقليد.
ورغم ذلك، فإن التعايش السلمي وحرية الإنسان في اختيار الدين والمذهب والطقوس وأسلوب الحياة كانت دائمًا محط تأكيد من قبل كبار العلماء ومراجع التقليد الشيعة عبر العصور.
وفي حال لم تكن هناك أي نوايا خفية أو مخططات لضرب أسس الإسلام الأصيل وراء تشكيل هذه الدولة، فإنها قد تُعتبر تجربة مفيدة لتعزيز الديمقراطية البشرية وزيادة روح التسامح، خصوصًا بين المسلمين، كفرصة للاستفادة من التجارب والأفكار الإنسانية.
ويرى العديد من المراقبين أن إنشاء هذه الدولة قد يكون فرصة لتعزيز التسامح الديني وتوسيع أفق الحوار بين الطوائف المختلفة، ومع ذلك، ستظل العيون مفتوحة على أي تطورات أو تأثيرات قد تثير قلق المجتمعات الإسلامية الأخرى، خصوصًا فيما يتعلق بالحفاظ على أسس الإسلام الأصيلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى