المرجع الشيرازي يوجه إلى استثمار النعم في الخير والصلاح بما ينفع الفرد والمجتمع
شدد المرجع الديني الأعلى، سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي، على أن الإسلام هو مصدر سعادة البشرية في الدارين، حاثاً على الاستفادة من النعم الإلهية في الخير والصلاح، جاء ذلك في سلسلة توجيهاته المعنونة بـ”نبراس المعرفة”، التي يتناول سماحته فيها مواضيع دينية وعقائدية وتاريخية واجتماعية وسياسية واقتصادية، إلى جانب جوانب من سيرة المعصومين الأربعة عشر صلوات الله عليهم، وعظمة الإسلام وجماله.
وأوضح المرجع أن الله تعالى منح الإنسان في الحياة الدنيا إمكانيات وقدرات متنوعة، منها ما هو اختياري كـالمال الذي يحصل عليه بالكسب والتجارة، والحكم الذي يُنال بالجهد والطاقات الدؤوبة، والعلم الذي يُكتسب بالدراسة والتعليم، إلى جانب هذه الإمكانيات الاختيارية، هناك إمكانيات غير اختيارية مثل جمال البدن وقوة الجسم.
ويؤكد سماحة المرجع الشيرازي أن هذه النعم والطاقات يمكن أن تكون مفيدة إذا استُخدمت بشكل صحيح، حيث تعود بالنفع على الفرد والمجتمع في الدنيا والآخرة، وهو ما يُعرف بالعمل الصالح الذي يُثاب عليه الإنسان، وفي المقابل، يحذر سماحته من استخدام هذه الإمكانيات في المظالم والفساد، حيث تعود بالندم والخسران على صاحبها في الدنيا والآخرة، وفقاً للآية الكريمة: “مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا”.
وينوِّه سماحته على أن كل إنسان، سواء كان رجلاً أو امرأة، شاباً أو فتاة، كبيراً أو صغيراً، عالماً أو جاهلاً، غنياً أو فقيراً، يمتلك إمكانيات وطاقات معينة يمكنه استخدامها إما في الخير أو الشر، وقد يستعمل بعض هذه الإمكانيات في الخير وبعضها الآخر في الشر، وهو ما يجب تجنبه.
يختتم سماحته توجيهاته بدعوة جميع الناس إلى الاستفادة من نعم الله بشكل صحيح، لا فقط لنفسهم ولكن لمجتمعاتهم أيضاً، محذراً من استخدام هذه النعم في الفساد أو الإفساد، مؤكداً على أن الإنسان قادر على ذلك رغم الصعوبات التي قد يواجهها، مشدداً في الوقت ذاته على أن التوجه نحو الخير والصلاح هو السبيل الوحيد لضمان النجاح في الدنيا والآخرة.