“التكفير”.. حكم الموت الذي تستخدمه الجماعات المتطرفة لإسكات مخالفيها في باكستان!!
أفادت صحيفة “أوب إنديا Op India” الهندية شبه الرسمية، بإقدام السلطات في إقليم البنجاب الباكستاني يوم الأربعاء المصادف 11 من شهر أيلول الجاري، على اعتقال مواطن شيعي بتهمتيّ “الكفر” و”الإرهـ،ـاب” على أسس لم تثبت صحتها من الأساس.
وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته وكالة “أخبار الشيعة”، إن “جريمة الاعتقال غير المبررة جاءت على خلفية ما وصفته بـ (مشاجرة بسيطة) بين مراهقين باكستانيين وهما (طلحة) و(منيب) بشأن مسألة شخصية في منطقة (غلا ماندي) في مقاطعة (ساهيوال) الواقعة على بعد (200) كيلومتر من مدينة (لاهور) الباكستانية”.
وأضاف التقرير أنه “في أعقاب المشاجرة، أقدم (منيب)، على الاتصال بوالده (محمد عمر) الذي يعمل كإمام مسجد محلي، زاعماً أن خصمه (طلحة أنجوم) قد ارتكب جريمة (الكفر) بحجة (إهانة الصحابة) الى جانب قيامه بتهديده بسلاح ناري، حسب زعمه”.
وبيّنت الصحيفة الهندية في سياق تقريرها، أن “عدداً كبيراً من المتطرفين المحليين ساروا نحو منزل المواطن الشيعي بهدف مهاجمته، مما أجبر الشرطة على اعتقاله، في الوقت الذي نفى فيه والد المتهم، تهمة (الكفر) عن ولده، مؤكداً إن المدّعي كان قد عمد إلى توجيه هذه التهمة لتسوية حسابات شخصية”.
وفي الإطار ذاته، فقد قاد أعضاء ينتمون إلى حركة “تحريك لبيك باكستان” الدينية المتطرفة، احتجاجاً حاشداً يطالبون فيه الشرطة بتسليم الشاب المعتقل إليهم، حيث أقدم المحتجون على إغلاق حركة المرور على الطريق العام في مدينة “كويتا”، وإحراق إطارات السيارات في الطرق الفرعية مما أدى إلى إعاقة حركة المرور، فيما ذكر شهود، أن أعضاءً في الحركة، شنّوا هجوماً بالقنابل اليدوية على مركز شرطة “خاروت آباد” دون وقوع إصابات أو خسائر في الأرواح.
ووفقاً للتقارير المحلية، فقد أعلن ضابط أمني كبير، عن ما وصفه بـ “تسجيل بلاغ بموجب المادتين (295 س) و(34) من قانون العقوبات ضد الشاب الشيعي بعد وقت قصير من اعتقاله”، مضيفاً أنه “بعد مناقشات مع زعماء حركة (تحريك لبيك)، فقد تمكن مسؤولون من إدارة المنطقة وكبار ضباط الشرطة من تفريق المتجمهرين وإعادة فتح الطريق المغلق من قبلهم”.
وأكّدت صحيفة “أوب إنديا” أنه من الأهمية بمكان، الإشارة الى أن الشهر الماضي قد شهد احتجاج الآلاف من المتطرفين في باكستان، ضد رئيس المحكمة العليا، القاضي (فائز عيسى)، بعد أن أصدر أمراً بالإفراج عن شخص من أتباع الطائفة الأحمدية على خلفية قيامه بتوزيع منشورات دينية والتي لا تعدّ جريمة في قانون البلاد”، مضيفةً أن “هذا القرار تسبب بانطلاق حملة كراهية ضد (عيسى) من قبل حركة (تحريك لبيك) وعدد من نظيراتها التي وضعت مكافأة قدرها (1 مليون) روبية لكل من يأتيها برأسه”.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة الى أن “الجماعات الباكستانية المتطرفة تعمد دائماً الى استخدام تهمة (التكفير) كسلاح لمهاجمة مخالفيها حتى لمجرد ممارستهم شعائرهم الدينية، حيث دائما ما تلجأ هذه الجماعات إلى الاحتجاجات العنيفة، وإطلاق ندائها المعروف “سار تان سي جودا” أي “لنقطع الرؤوس” خلال قيادتها لهذه الاحتجاجات”.