جموع المؤمنين تجدّد عهد الوفاء والبيعة في ذكرى شهادة ركن الإيمان الإمام العسكري (عليه السلام) في سامراء المقدسة
أحيت جموع المؤمنين من أتباع أهل البيت (عليهم السلام) اليوم الخميس عند مرقد الإمامين العسكريين (عليهما السلام) في مدينة سامراء المقدسة، ذكرى الفاجعة الأليمة لاستشهاد الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)، بمشاركة واسعة من المواكب الحسينية التي توافدت من مختلف المحافظات العراقية، مجددين عهدهم وبيعتهم للإمام المظلوم.
وفي أجواء مهيبة تغمرها مشاعر الحزن والأسى، أعرب المعزون وزوّار المرقد الشريف في أحاديث لـ”وكالة أخبار الشيعة”، عن عظيم تعازيهم ومواساتهم للإمام المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) بهذه المناسبة الأليمة، موضحين أنهم جاءوا من كل حدب وصوب ليجددوا العهد مع الإمام العسكري (عليه السلام) ويؤكدوا تمسكهم بإمامة أهل البيت (عليهم السلام) ونصرة قضاياهم الإلهية.
وبقلوبٍ يعتصرها الألم، عبّر المؤمنون عن حزنهم على مصاب استشهاد الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)، حيث قالوا: “إن هذه المصيبة تقرح الجفون وتوجع القلوب، فالإمام العسكري (عليه السلام) قد لاقى أشد أنواع الظلم والاضطهاد على أيدي أعداء الدين والإنسانية”، مشيرين إلى أن حياة الإمام (صلوات الله عليه) كانت درسًا في الصبر والجهاد، فقد قدّم أعظم التضحيات في سبيل الحفاظ على دين جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) ووحدة المسلمين.
من جهتهم، تقدّم أصحاب المواكب الحسينية بتعازيهم، مؤكدين أنهم جاءوا لمواساة الإمام المهدي (عليه السلام) بمصاب جدّه الإمام العسكري (عليه السلام)، مؤكدين على أهمية إحياء الشعائر المقدسة، وأنها ستظل خالدة في ذاكرة الأجيال، تذكّرهم بحب أهل البيت (عليهم السلام) وتلهمهم الصمود والثبات.
وفي إطار الجهود المبذولة لإحياء هذه المناسبة العظيمة، أعلنت الأمانة العامة للعتبة العسكرية المقدسة عن استنفار كامل لجهودها لتقديم الخدمات اللازمة للزوار، مستقبلة أفواج المؤمنين الذين توافدوا لتجديد الولاء والوفاء لإمامهم المغيّب وتجديد العهد على نصرة الحق وصوت الإيمان.
هكذا، تظل سامراء المقدسة محطة للوفاء وميداناً لتجديد البيعة، حيث يجدد المؤمنون عهدهم وولاءهم في حضرة الإمامين، متشبثين بنهج أهل البيت (عليهم السلام)، وصامدين في وجه التحديات، في مشهد يختصر الولاء والانتماء لإمامة أهل البيت وأئمة الهدى.