تعريف العالم بالإمام الحسين (عليه السلام): مطالبات بتوظيف الفن السابع لكشف ملحمة كربلاء وتحدي التعتيم الثقافي
شدّد الكاتب العراقي طاهر باقر على ضرورة تعريف العالم أجمع بالإمام الحسين (عليه السلام)، مشيراً إلى العجز الكبير في تسليط الضوء على شخصية الإمام الحسين عليه السلام والملحمة التاريخية التي تجسّدها واقعة كربلاء، رغم غناها بعناصر البطولة والتضحية والفداء، حيث يرى باقر أن هناك قصوراً في استثمار الإمكانات الفنية والثقافية لإيصال قصة الإمام الحسين عليه السلام إلى الجمهور العالمي، مقارنة بما تحققه دول مثل كوريا الجنوبية من مكاسب مالية وثقافية عبر ترويج شخصيات أسطورية غير حقيقية.
يستشهد الكاتب بمثال المخرج السوري الراحل مصطفى العقاد، صاحب فيلم “الرسالة”، الذي حاول إنتاج فيلم عن الإمام علي (عليه السلام) لكنه واجه عقبات شرعية واجتماعية حالت دون تحقيق هذا المشروع. رغم ذلك، كان العقاد مدعوماً من قبل بعض الشخصيات الدينية الذي شجّع على الإنتاج الفني لشخصيات الإسلام، معتبراً الفن وسيلة فعّالة لمواجهة التشويه الثقافي والتضليل الإعلامي.
هذه التجربة تبرز تناقضات المجتمع الإسلامي الذي يخشى تصوير الشخصيات الدينية في حين أن هذه الشخصيات هي جزء لا يتجزأ من الهوية الثقافية والدينية، ويؤكد باقر على أهمية تجديد الخطاب الثقافي لمواجهة التحديات والتشويه الذي تتعرض له الشخصيات الإسلامية في السينما العالمية.
يشير الكاتب إلى أن العالم بحاجة ماسة إلى فيلم عن الإمام الحسين (عليه السلام) بمستوى فيلم “الرسالة”، مؤكداً على أهمية مثل هذا المشروع الثقافي في كشف الوجه الحقيقي لتاريخ وثقافة أهل البيت (عليهم السلام)، مقترحاً تشكيل لجنة متخصصة لإنتاج فيلم عالمي يعرض قصة الإمام الحسين عليه السلام بطريقة جذابة ومؤثرة، داعياً إلى الاستفادة من تبرعات الجاليات الشيعية في الخارج والداخل لدعم هذا المشروع.
ويشدد الكاتب على ضرورة وضع السيناريو الدقيق والاختيار الصحيح للكتّاب والممثلين والفنانين لضمان تقديم قصة الإمام الحسين (عليه السلام) بصورة تليق بمكانته التاريخية والدينية، منوهاً على أن هذا المشروع ليس مجرد فيلم، بل هو ضرورة ثقافية واجتماعية لمواجهة التعتيم الإعلامي والتشويه المستمر لشخصيات أهل البيت.
يطالب باقر المؤسسات الثقافية والمراكز الدينية بتحمّل مسؤولياتها تجاه نشر قضية الإمام الحسين (عليه السلام) وإبرازها عالميًا، معبراً في الوقت ذاته عن خيبة أمله من تأخر الجهود الرامية إلى إنتاج عمل سينمائي يعرّف العالم بالإمام الحسين عليه السلام، ومشدداً على أن هذا الإهمال لن يستمر دون عواقب، إذ سيقوم أعداء أهل البيت بإنتاج أفلام ومسلسلات تشوّه صورتهم.
كما يحذّر الكاتب من تجاهل هذا المشروع، مشيرًا إلى أن التاريخ قد يعيد نفسه حيث سيبث خصوم الإسلام روايات مشوّهة عن الإمام الحسين وأهل البيت عليهم السلام، مشابهة لما فعله الأمويون في القرون الماضية، مبيناً أن الجهود الثقافية يجب أن تتضافر لتقديم صورة حقيقية ونقية عن الإمام الحسين عليه السلام من خلال الفن السابع.
ويختتم الكاتب بالحديث عن العلاقة بين الإمام الحسين والإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، مؤكدًا أن الإمام المهدي عليه السلام سيعرّف نفسه للعالم من خلال جده الإمام الحسين (عليه السلام)؛ لذا، يطالب باقر بضرورة الإسراع في تقديم قصة الإمام الحسين عليه السلام بطريقة فنية معاصرة تتيح للعالم فهم تفاصيل هذه الملحمة الإنسانية.
وفي ظل هذه الدعوة الملحة، يرى الكاتب أن التعريف بالإمام الحسين (عليه السلام) ليس فقط مسؤولية دينية، بل هو واجب ثقافي وحضاري لتقديم الحقيقة إلى العالم ولتكون رسالة كربلاء حاضرة في أذهان وقلوب الناس أينما كانوا.