قال الباحث والكاتب المسيحي البريطاني، د. كريس هيوار، إن زيارة الأربعين، التي توثق لحقبة محورية في التاريخ الإسلامي، تعد واحدة من أكبر التجمعات البشرية السلمية التي تحمل قيماً إنسانية عابرة.
وأشار هيوار في حديث لوكالة أخبار كربلاء، وتابعته “وكالة أخبار الشيعة”، إلى أن هذه الزيارة المقدسة، المرتبطة باستشهاد الإمام الحسين بن علي (عليهما السلام)، تعكس مبادئ العدل والمساواة والسلام التي تسود أجواءها، رغم كونها مغيبة عن بعض المجتمعات.
ووفقاً لهيوار، فإن زيارة الأربعين تبرز كيف يمكن لمبادئ الإمام الحسين (عليه السلام) أن تؤثر بشكل إيجابي على المجتمعات، من خلال روح المشاركة والتكافل التي تظهر فيها، ويشاهد الزوار كيف يتبرع الفقراء والميسورون على حد سواء، وكيف يقدم المتخصصون خدماتهم الطبية وغير الطبية، مما يعكس روح العطاء والتضامن.
ولفت هيوار إلى أن التحديات التي يواجهها الزوار، مثل قطع المسافات الطويلة تحت حرارة الشمس الشديدة، تعزز من قيمة الوحدة والتعاون بين الناس، مضيفاً أن الجميع يسيرون جنباً إلى جنب دون تمييز، وهو ما يبرز مفهوم العدل والمساواة في أبهى صوره.
وأعرب هيوار عن أهمية تعزيز ثقافة الحوار بين الأديان، والتركيز على القيم المشتركة التي يمكن أن تسهم في معالجة مشكلات الحياة اليومية، مثل الفقر وانعدام العدالة الاجتماعية، مؤكداً في الوقت ذاته على أن زيارة الأربعين تحمل رسالة عظيمة تتمثل في عدم التفرقة بين المجتمعات والشعوب، ودعوة لتحقيق السلام والاحترام المتبادل بين الإنسانية جمعاء.
وفي ختام حديثه، شدد هيوار على أن رسالة الأربعين تعزز من وحدة المسلمين وتؤكد على القيم الإنسانية العظيمة التي يمكن أن توحد بين الناس من مختلف الأديان والمعتقدات.