في مشهد يعبّر عن الروابط الروحية العميقة والإيمان المتجذّر، قام نجل المرجع الديني الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي، آية الله السيد أحمد الشيرازي، بأداء زيارة أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام) عن بُعد في صحراء الكويت، بالقرب من الحدود العراقية. هذا الشعيرة السنوية تجسّد التفاني في إحياء شعائر الإمام الحسين (عليه السلام) حتى في الأماكن النائية، وفي ظروف بعيدة عن كربلاء المقدسة.
وكعادته في كل عام، انتقل آية الله السيد أحمد الشيرازي إلى الصحراء، حيث أقام مراسيم زيارة الأربعين وأدى صلاة الزيارة، متزامنًا مع إحياء الملايين من شيعة أهل البيت (عليهم السلام) لهذه المناسبة العظيمة عند مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء. هذه الزيارة تأتي تأكيدًا على أهمية التمسك بالشعائر الحسينية في كل زمان ومكان، وتجسيدًا للولاء العميق للإمام الحسين (عليه السلام) حتى من البعد الجغرافي.
ويستند آية الله السيد أحمد الشيرازي في زيارته إلى الرواية الشريفة المنقولة عن الإمام الصادق (عليه السلام)، التي توجه المؤمنين الراغبين في زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) عن بُعد إلى الصعود إلى أعلى موضع في منازلهم أو التوجه إلى الصحراء، واستقبال القبلة بوجوههم وتلاوة السلام على الإمام الحسين (عليه السلام). كما جاء في الرواية: «اصعد إلى أعلى موضع في دارك أو الصحراء، فاستقبل القبلة بوجهك بعد ما تبين أنَّ القبر هنالك، يقول الله تبارك وتعالى {أينما تولوا فثم وجه الله}، ثمَّ قل: السلام عليك يا مولاي وابن مولاي….».
يأتي هذا الحدث في إطار الممارسة الروحية السنوية التي يعكف عليها الملايين من محبي أهل البيت (عليهم السلام) في مختلف أنحاء العالم، معبرين عن ارتباطهم العميق بالإمام الحسين (عليه السلام) وقضيته العادلة. إن هذه الزيارة في صحراء الكويت تؤكد أن قلوب المؤمنين معلقة بكربلاء، سواء كانوا بالقرب من مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) أو على بُعد آلاف الأميال، فكل بقعة من الأرض يمكن أن تكون ساحة لإحياء ذكرى الأربعين وتجديد العهد مع سيد الشهداء (عليه السلام).