دعا وقف التعليم الإسلامي في بليموث “PIETY”، جنوبي بريطانيا، المسلمين في البلاد إلى التزام الوحدة والحذر وعدم اللجوء للعنف في الرد على أحداث شغب اليمين المتطرف التي شهدتها المدينة مؤخرًا.
وأوضح محمد أبو مغنزي، مدير وقف التعليم الإسلامي في بليموث، في تصريح صحفي، أن الوقف اتخذ احتياطات أمنية بعد ورود أنباء عن نية المتطرفين اليمينيين بالتجمع والاحتجاج أمامه.
وأكد أبو مغنزي أن الشرطة قامت بتوفير الحماية اللازمة حول الوقف، وشارك حوالي 80 عضوًا من الجماعة الإسلامية في تأمين المسجد، بالإضافة إلى حضور مواطنين غير مسلمين لدعم حماية المسجد، مضيفاً أن الأحداث لم تؤثر على المسجد بفضل الإجراءات الأمنية الفعالة.
وأكد على ضرورة أن يستمر المسلمون في ممارسة حياتهم الطبيعية وعدم الاستسلام لمحاولات المتطرفين الرامية إلى إخافتهم. وقال: “يجب ألا نخشى من تصرفاتنا، فنحن لا نقوم بشيء خاطئ”، داعيًا المسلمين إلى التفاعل الإيجابي مع المجتمع البريطاني والابتعاد عن العادات الممنوعة في الإسلام.
من جانبه، أكد هشام جيراغا، عضو مجلس إدارة الوقف وإمام المسجد، أنهم تواصلوا مع الشرطة لتفادي المواجهة المباشرة مع المتطرفين وحماية المسجد، موضحاً أن تدخل الشرطة في المدينة حال دون وصول المتطرفين إلى المسجد.
في سياق متصل، أعربت نائبة رئيس مجلس بلدية بليموث، جيميما لاينغ، عن قلقها إزاء حالة الخوف والحزن التي تسبب بها المتطرفون في المدينة، مشيرة إلى أن هؤلاء الأشخاص جاءوا من خارج المدينة بهدف إحداث الفوضى والاستفزاز، مؤكدةً أن بليموث تفتح ذراعيها للجميع وأن أي محاولة للتحريض على العنف والعنصرية لن تكون مرحبًا بها في المدينة.
كما قال كريس بينبيرثي، مسؤول المجتمعات المحلية بمجلس المدينة، إن تصرفات المتطرفين اليمينيين غير مقبولة بالنسبة لبليموث، مشيرًا إلى صعوبة حماية جميع دور العبادة ولكن يمكن تحقيق ذلك من خلال تعزيز التفاهم بين أفراد المجتمع.
وتجدر الإشارة إلى أن السلطات البريطانية قد أوقفت 378 شخصًا على خلفية أحداث الشغب، وامتدت أعمال العنف إلى مدن أخرى مثل سندرلاند وهرتبول وليفربول وغلاسكو، حيث شهدت تجمعات لليمينيين المتطرفين أمام المساجد ومحاولة إضرام النيران في مؤسسات حكومية.
وفي أعقاب حادثة قُتل فيها 3 أطفال وأصيب 10 آخرون، نظمت جماعات يمينية متطرفة مظاهرات ضد المسلمين والمهاجرين، رغم أن الشرطة أكدت أن المشتبه به في الحادث ليس لاجئًا مسلمًا، بل شاب رواندي من ويلز.