المرجع الشيرازي: زيارة الأربعين تعكس عظمة تعاليم الإسلام وتوحّد البشرية في أجواء أخوية فريدة
أكد المرجع الديني الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي أن زيارة أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام) تقدم نموذجًا فريدًا لعظمة تعاليم الإسلام المحمّدي الأصيل، والتي تفتقدها العديد من الشعوب الإسلامية في وقتنا الحاضر.
وفي كلمته التي ألقاها أمام حشود المؤمنين المعزين بذكرى استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) في منزله المكرم بمدينة قم المقدسة، أشار سماحته إلى أن “زيارة الأربعين على الأبواب والجميع قد هيّأ نفسه لاستقبالها، فهناك من يكرس جهده لخدمة الزوار، ومن يسير على الأقدام، ومن يقدم العطاء المادي والمعنوي.”
وأضاف سماحته أن هذه الزيارة تعكس جوهر تعاليم الإسلام في تعزيز السلام والمحبة والتآخي بين البشر، حيث تجمع بين الجميع في أجواء أخوية تجمع القلوب.
وأوضح المرجع أن المسيرة المليونية التي تشهدها زيارة الأربعين تبرز بشكل واضح في عالم اليوم المليء بالظلم والإجرام والقتل والدمار، حيث يعيش الإنسان في حالة من الخوف والترقب. إلا أن زيارة الأربعين تجمع الملايين من مختلف الشعوب، رغم اختلاف لغاتهم وأديانهم وأوطانهم، في أجواء من المحبة والتآخي، تتجاوز كافة الفروقات الثقافية والسياسية.
وتابع سماحته قائلاً: “على الرغم من الصراعات والتوترات بين الحكومات المختلفة، فإن زيارة الأربعين الحسيني تخلق أجواءً أخوية فريدة يصعب تحقيقها في أي مكان آخر على الأرض.”
وأشار سماحته إلى أن وسائل الإعلام الحديثة وشاشات التلفاز قد أبرزت العديد من جوانب هذه الزيارة العظيمة، مسلطة الضوء على المشاركة الواسعة لجميع الجنسيات والأديان والقوميات في هذا الحدث الفريد. مبيناً أن هذه الزيارة ليست مجرد مناسبة دينية بل هي تجسيد حي لقيم الأخوة والتعاون والإنسانية التي يدعو إليها الإسلام، مما يجعلها حدثًا يلتف حوله الملايين ويعزز الوحدة بين مختلف شرائح المجتمع العالمي.
وفي ختام كلمته، دعا سماحته إلى الاستمرار في تعزيز هذه القيم النبيلة والعمل على نشرها في كافة أنحاء العالم، مؤكدًا أن زيارة الأربعين هي تجسيد حي لمبادئ الإسلام الحقيقية التي تسهم في بناء عالم أفضل يسوده السلام والمحبة والتعاون بين البشر.