باكستان: علماء المسلمين الشيعة يدعون الحكومة لمنع هجمات الجماعات التكفيرية ويتوعدون بمسيرة مليونية
في مؤتمر صحافي عقده في نادي الصحافة في إسلام آباد، دعا رئيس حزب مجلس وحدة المسلمين في باكستان، السيناتور الشيخ راجا ناصر عباس جعفري، الحكومة الباكستانية إلى اتخاذ إجراءات صارمة لمنع هجمات الجماعات التكفيرية ضد المسلمين الشيعة في منطقة پاراچنار.
وأكد الشيخ جعفري أن القوى التي تسعى لإشعال الفتنة في پاراچنار تهدف إلى الحرب، مشيرًا إلى أن الأحداث الأخيرة أسفرت عن استشهاد 35 شخصًا وإصابة العشرات.
وأوضح أن منطقة كورّام تضم سكانًا محبين للسلام، ولا توجد فيها مصانع للأسلحة أو مراكز لتجارة المخدرات. كما أشار إلى أن الهجمات تأتي من جميع الجهات، وأن الحكومة الإقليمية وأجهزة إنفاذ القانون فشلت في تحقيق الأمن في المنطقة. وانتقد الإعلام لعدم تسليط الضوء على التوترات في پاراچنار، داعيًا الحكومة إلى التدخل الفوري لوقف هذه الحرب.
وأكد الشيخ جعفري أن الوحدة بين الشيعة والسنة في منطقة كورّام كانت واضحة ومشهودة في انتخابات عام 2024، مبرزًا أنهم قدموا عشرات الآلاف من الشهداء من أجل الوحدة دون اللجوء إلى السلاح، مطالبًا بتحقيق السلام الكامل في پاراچنار.
من جانبه، أضاف عضو البرلمان الوطني عن منطقة كورّام، المهندس حميد حسين، أن المنطقة تحترق بنيران الحرب، وأنه يرفع صوته من أجل السلام في كل جلسة برلمانية، لكن يبدو أن لا أحد يسمع، موضحاً أن هذه الحرب فُرضت على سكان كورّام بالقوة، وشدد على أن قرار أهالي المنطقة واضح وهو عدم السماح لأي قوة خارجية بدخول المدينة، متسائلاً عن سبب هذا القتل العشوائي للبشر لأجل قطعة أرض، وعن الجهات التي تشعل هذه الحرب، مشيرًا إلى أن هناك مسيرة سلام بين جميع الطوائف يومًا ما، وفي اليوم التالي تشعل القوى الخفية الفتنة وتبدأ الحرب.
وأضاف حسين أن الحرب مستمرة منذ أيام في پاراچنار، وأن الحكومة فشلت تمامًا في فرض سيطرتها، وأكد أن مطلب سكان پاراچنار الوحيد هو تحقيق السلام وعدم سلب حقهم في الحياة والراحة.
وشهدت المنطقة في السنوات الأخيرة اعتداءات إرهابية من قبل العناصر التكفيرية، مما أدى إلى فرض قيود صارمة فيها. وفي أعقاب هذه الاشتباكات، اجتمع كبار أهل السنة في قرية بوشهره وطلبوا من زعماء الشيعة في پاراچنار حل النزاعات من خلال عقد جلسة صلح. وكان تدخل الجماعات المسلحة التكفيرية الباكستانية – الأفغانية في النزاعات العقارية والمذهبية في منطقة كورّام دائمًا سببًا في اندلاع الاشتباكات المسلحة بين الشيعة والسنة في پاراچنار.
ودعا علماء المسلمين الشيعة في باكستان، بمن فيهم العلامة الشيخ ناصر عباس جعفري، الحكومة الباكستانية إلى ضرورة منع الهجمات التي تشنها الجماعات التكفيرية ضد المسلمين الشيعة في پاراچنار، وهددوا بتنظيم “مسيرة مليونية للسلام” من إسلام آباد إلى پاراچنار.