بعد الجدل الذي أُثير حولهم.. وزير الأوقاف الباكستاني يوضح ملابسات اختفاء مواطنيه في العراق ويدعو لتعاون مشترك
بعد الجدل الأخير الذي أُثير حول تواجد الباكستانيين في العراق، أوضح وزير الأوقاف الباكستاني، شودري حسين، في بيان رسمي أن تصريحه السابق بشأن اختفاء خمسين ألف باكستاني في العراق قد أُخرج عن سياقه واستُخدم للإساءة إلى باكستان بشكل غير مبرر.
وأكد حسين أن العدد الذي ذكره يشمل السنوات الماضية وليس هذه السنة فقط، موضحًا أن هؤلاء الأشخاص لم يختفوا في العراق كما تم الترويج له، بل تخلفوا عن العودة إلى باكستان بعد انتهاء مدة إقامتهم.
وأشار إلى أن هؤلاء الأفراد ليسوا تابعين لأي جهة أو تنظيم، بل ذهبوا إلى العراق عبر جهات وشركات بغرض العمل بشكل قانوني، إلا أن هذه الشركات لم تلتزم بواجباتها تجاههم وتركتهم في العراق بدون دعم أو توجيه، مما أدى إلى وضعهم الحالي.
وفي سياق متصل، أعلن وزير العمل العراقي، أحمد الأسدي، عن فتح تحقيق شامل للتحقق من تسرب خمسين ألف باكستاني في العراق، معبراً عن قلقه البالغ من تزايد العمالة غير القانونية في البلاد.
وأوضح الأسدي أن الوزارة ستتخذ إجراءات قانونية صارمة ضد المخالفين الذين دخلوا سوق العمل بدون التصاريح القانونية اللازمة، مشددًا على أهمية تعاون الجهات المعنية لضمان تطبيق القوانين واللوائح الخاصة بالعمالة الأجنبية.
وأشار الأسدي في بيان صحفي إلى أن العراق شهد توافد العديد من السياح، خاصة من باكستان، خلال الفترة الماضية، لكن بعضهم انخرط في العمل غير القانوني، مما أثر سلباً على الاقتصاد الوطني، مشدداً على أن الوزارة لن تتهاون في اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لضبط هذه الظاهرة وحماية سوق العمل العراقي.
وفي إطار جهود الحكومة العراقية لضبط الوضع، قامت الشرطة العراقية في مختلف المدن بشن حملات اعتقال واسعة ضد الباكستانيين الذين دخلوا البلاد بدون تصاريح رسمية، وقد تم القبض على ثلاثة وثلاثين باكستانياً في مرقد الشيخ عبد القادر الكيلاني ببغداد، وسبعة وأربعين آخرين في محافظة بابل، بحسب مصادر أمنية محلية.
ومن جانب آخر، أكد وزير الأوقاف الباكستاني على أهمية التعاون بين البلدين لمعالجة هذه القضية، مشيرًا إلى أن حكومة إسلام آباد تتخذ خطوات للتحقق من الأشخاص الذين يسافرون إلى الخارج بوسائل غير قانونية، وأُبلغ البرلمان الباكستاني عن هذه القضية، حيث اقترحت لجنة الشؤون الدينية سياسة جديدة لتنظيم الرحلات إلى الأماكن المقدسة، بما في ذلك العراق، بهدف ضمان حماية حقوق المواطنين الباكستانيين وسلامتهم أثناء سفرهم.
وتأتي هذه التطورات في وقت يتوافد فيه ملايين الزوار المسلمين الشيعة إلى العراق لزيارة المراقد الدينية خلال شهر محرم، حيث تمنح السلطات العراقية تسهيلات لدخولهم البلاد بتأشيرات ميسرة، ويشدد الجانبان العراقي والباكستاني على ضرورة احترام القوانين والأنظمة المحلية لضمان سلامة الزوار وتفادي أي مشكلات مستقبلية.