إحياءً لاستشهاد الإمام الحسين عليه السلام.. تعرف على شعائر أهالي خانقين خلال العشرة الأُولى من المحرم

تتميز شعائر أهالي خانقين من الكرد الفيليين خلال شهري محرم وصفر الأحزان بطقوس وعادات اجتماعية متوارثة، تعكس الأجواء الدينية المسيطرة على إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام، في واقعة الطف الأليمة.

ويشير أهالي خانقين في تصريحات لوسائل الإعلام تابعتها “وكالة أخبار الشيعة”، إلى أن “طقوس استذكار كورد خانقين للمناسبة تتسم بخصوصية تميزها عن باقي مناطق العراق. فمواكب ومجالس العزاء التي ينظمها الرجال تختلف عن المجالس التي تنظمها النساء، كما تختلف المحاضرات الدينية التي يقدمها أئمة المساجد عن تلك التي تقدمها ‘الملاية’ في مجلس عزاء السيدات. بالإضافة إلى ذلك، يمارس العراقيون طقوسًا اجتماعية ويعدون أطعمة تميز قدسية هذين الشهرين لديهم”.
وخلال الأيام العشرة الأولى من شهر محرم، تتنوع الطقوس التي يمارسها الأهالي، حيث يبدأ المواطنون البسطاء بتوزيع الخيرات في الشوارع مثل: الماء، والشاي، والكيك، والعصير. وعندما يحل المساء، تنطلق مجالس العزاء الحسيني للرجال، التي تبدأ بقراءة القرآن الكريم، تليها محاضرة دينية تمتد لقرابة نصف ساعة، ثم تُختتم بالمراثي وقراء المصيبة باللغة الكوردية، وكذلك باللغة العربية الدارجة، وأحيانًا باللغة الفارسية. يتخلل هذا الطقس اللطم بالأيدي والسلاسل الحديدية مع الضرب على الطبول ورفع الأعلام وسط المجلس، فيما يختتم المجلس بالدعاء.

وخلال المجالس، يتم توزيع الشاي والماء والفواكه كهدايا من أهالي خانقين، حيث يشارك في عملية التوزيع الرجال والشباب والأطفال من جميع الطوائف والأديان والقوميات دون استثناء. كما تخرج بعض المواكب من عصر اليوم السادس من شهر محرم باللطم في شوارع القضاء، يحملون لافتات ورايات حسينية ويرددون القصائد والمراثي للتعبير عن الحزن والجزع بهذه المصيبة، وبأكثر من لغة، وأبرزها اللهجة الفيلية.
من جانبها، أكدت قيادات من شرطة خانقين أن حماية المواكب هذا العام أصبحت من مسؤولية شرطة خانقين بنسبة 100% دون تدخل أي جهة أخرى أو حتى المواطنين. حيث ترافق دورية كل موكب حسيني في المساء، كما تكون هناك دوريات مع المواكب التي تخرج عصراً، بالإضافة إلى مفارز أمام الحسينيات والمساجد.
وأوضحت القيادات أن توزيع المفارز والدوريات يتم وفق خطة أمنية محكمة تحت إشراف قيادة مديرية شرطة خانقين، مؤكدة أنه لا يتم خلال تجوال تلك المواكب قطع الطرق أو التأثير على المارة والعجلات، وذلك بالتنسيق مع رجال المرور ومفارز الشرطة والنجدة المنتشرة في القضاء.