أخبارالعالم الاسلاميالعراق

بـ”الردة الحسينية”.. مواكب كربلاء توجه انتقادات لاذعة للطبقة السياسية في شعائر المحرم

كما هو معتاد في كل عام، استمرت مواكب وأطراف وهيئات كربلاء المقدسة في المشاركة بإقامة الشعائر الحسينية خلال الأيام العشرة الأولى من شهر المحرم الحرام. ومنذ اليوم الأول من شهر الأحزان، وجهت هذه المواكب انتقادات حادة للطبقة السياسية، مما يعكس تذمر الشعب من الوضع الراهن منذ ثلاثة عقود من الزمن.


ورصدت “وكالة أخبار الشيعة” أنواعاً متعددة من القصائد الشعرية أو ما يُعرف بـ”الردة الحسينية”، التي ترددها المشاركون بالتناوب بين الكراديس. وقد أبرزت هذه القصائد حجم الانتقادات الكبيرة التي أطلقتها الحشود المشاركة، والتي تناولت مختلف الملفات التي يعاني منها المواطنون، بما في ذلك الفشل السياسي في إدارة الدولة، وعدم الاهتمام بمصالح الشعب.
الهتافات الحسينية لم تخلُ من التطرق للأزمات المتعددة التي يعاني منها البلد، مثل الفساد الإداري، البطالة، وتردي الخدمات الأساسية. وأظهرت هذه الهتافات مدى الاستياء الشعبي من سكوت الطبقة السياسية إزاء هذه الأزمات وعدم اتخاذها إجراءات جادة لمعالجتها.


واستمرت المواكب في التوافد، حيث تعالت حناجر المشاركين من مختلف الأعمار بتوجيه الانتقادات للطبقة السياسية. وتأتي هذه الانتقادات في سياق شعائر عاشوراء التي تُعد مناسبة لاستذكار تضحيات الإمام الحسين (عليه السلام) وأصحابه في كربلاء، وإبراز القيم النبيلة التي جسدوها، مثل العدالة والشجاعة في مواجهة الظلم.
من جانب آخر، أعرب العديد من المشاركين عن أملهم في أن تكون هذه الانتقادات دافعاً للطبقة السياسية لمراجعة سياساتها وتحسين أدائها. وأكدوا أن مواكب كربلاء ستظل منبراً للتعبير عن آراء المواطنين ومطالبهم العادلة.


وتعكس المشاركة في هذه المواكب مدى تمسك الشعب العراقي بالقيم الحسينية وإصراره على إيصال صوته والمطالبة بحقوقه. ويتوقع أن تستمر هذه الانتقادات طيلة فترة إحياء الشعائر، مما يضع الطبقة السياسية أمام مسؤوليات كبيرة للتجاوب مع تطلعات الشعب وإحداث تغييرات إيجابية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى