باكستان.. أجهزة الأمن والحركات المتطرفة تحوّل عيد الأضحى إلى معاناة للطائفة الأحمدية
أدانت شبكة “وايون نيوز Wion News” الرسمية الهندية، وعبر تقرير مصوّر نشرته على موقعها الرسمي على شبكة الإنترنت، عمليات إلقاء القبض على العشرات من أفراد الطائفة الأحمدية في باكستان بتهمة “تقديم الأضاحي خلال عيد الأضحى المبارك”.
وقالت الشبكة في تقريرها الذي ترجمت مضامينه، وكالة “أخبار الشيعة”، إن “حملة الاعتقالات الحكومية الباكستانية ضد أتباع هذه الطائفة التي يبلغ عدد أفرادها أربعة ملايين نسمة، وتخريب ممتلكاتهم، يأتي على خلفية اعتبارهم (غير مسلمين) بموجب دستور البلاد”.
وأضاف التقرير، أن “ممثلية الطائفة الأحمدية قد أعربت عن احتجاجها البالغ على منع السلطات لأتباعها من أداء شعائرهم الدينية داخل منازلهم خلال فترة العيد، حيث أعلن المسؤول البارز في الطائفة، (أمير محمود)، أنه (قد تم القبض على ما لا يقل عن36 فرداً من الأقلية الأحمدية بسبب تقديمهم الأضاحي خلال عيد الأضحى المبارك في أجزاء مختلفة من البلاد، وخصوصاً في مقاطعة البنجاب)”.
واتهم “محمود” في سياق حديثه لوسائل الإعلام، جماعة “تحريك لبيك” الباكستانية المتطرفة بتأجيج الكراهية وقيادة أعمال التخريب ضد الطائفة الأحمدية في البلاد، قائلاً إن “منع الأحمديين من أداء شعائرهم الدينية حتى في داخل منازلهم، يشكّل انتهاكاً خطيراً لحقوقهم الإنسانية، فضلاً عن كونه خرقاً واضحاً للأحكام الصادرة عن المحكمة العليا في باكستان”.
وأضاف المسؤول المحلي، أن “الأحمديين يتعرضون للمضايقات في جميع أنحاء باكستان وخاصة في البنجاب، وليس من قبل المتطرفين فقط، ولكن من قبل أجهزة الأمن الباكستانية أيضاً”، مؤكداً أنه “على النقيض مما يجب توفيره من حماية للأحمديين من المضايقات والعنف، فإن قيادات الشرطة تقوم باستدعاء قيادات الطائفة بصورة دورية لتهديدهم بأنه إذا تمت ملاحظة أي من أتباع الطائفة يؤدي طقوس تقديم الأضاحي أو يشارك في صلاة العيد، فإنه سيكون هدفاً لجماعة (تحريك لبيك ) المتطرفة”.
وتابع “محمود” أنه “بات معروفاً أن أجهزة الاستخبارات كانت قد أصدرت هي الأخرى تحذيراً بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك ضد طائفة الأحمديين”، مؤكداً أن “الشرطة لم تحتجز أتباع الطائفة المشاركين في طقوس العيد فحسب، وإنما احتجزت أيضاً حيواناتهم التي كانوا يرومون التضحية بها”.
يذكر أنه بحلول عام 1974، أصدر البرلمان الباكستاني برئاسة “ذو الفقار علي بوتو” قانوناً أعلن من خلاله أن الأحمديين “غير مسلمين”، كما جعل القانون استخدام الأحمديين للتحية الإسلامية، أو الأذان التقليدي للصلاة، أو الصلاة في المساجد، جرائم يعاقب عليها بالإعدام.