كشف تقرير سنوي للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن مستويات غير مسبوقة من العنف ضد الأطفال في مناطق النزاع خلال عام 2023، مسلطًا الضوء على زيادة صادمة في الانتهاكات الخطرة ضدهم.
وأظهر التقرير الذي اطلعت وكالة أخبار الشيعة على تفصيلاته، أن العام 2023 شهد ارتفاعًا بنسبة 21% في الانتهاكات الخطرة ضد الأطفال، ليصل إجمالي الانتهاكات إلى 30705 حالة. وتعتبر هذه النسبة مؤشراً خطيراً على تدهور الوضع الإنساني للأطفال في مناطق النزاع.
يشمل التقرير، الذي يفصّل انتهاكات حقوق الأطفال في نحو عشرين منطقة نزاع حول العالم، قائمة بالمسؤولين عن هذه الانتهاكات، والتي تتضمن عمليات قتل وتشويه وتجنيد قسري وخطف واعتداءات جنسية على الأطفال دون سن الثامنة عشرة.
وأشار التقرير إلى أن الأطفال كانوا “الضحايا الأكبر” لتكاثر الأزمات وتصاعدها، حيث تعاني حقوقهم الأساسية، خاصة حق الحياة، من انتهاكات جسيمة. وركز التقرير بشكل خاص على النزاع في إسرائيل والأراضي الفلسطينية، موضحًا أن هذا النزاع شهد زيادة غير مسبوقة في انتهاكات حقوق الأطفال، حيث ارتفعت الانتهاكات الخطرة بنسبة 155%، خاصة بعد أحداث السابع من أكتوبر والحملة العنيفة على قطاع غزة.
وأضاف التقرير أن الوضع في السودان أصبح مصدر قلق بالغ، حيث شهدت البلاد ارتفاعًا هائلًا بنسبة 480% في الانتهاكات ضد الأطفال منذ بدء الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023. ونتيجة لذلك، قرر الأمين العام إدراج الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في “قائمة العار” للكيانات المسؤولة عن الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال.
تأتي هذه النتائج في وقت يزداد فيه قلق المجتمع الدولي بشأن الآثار المدمرة للنزاعات المسلحة على الأطفال، ودعا التقرير إلى اتخاذ إجراءات فورية لتعزيز حماية الأطفال في مناطق النزاع ومنع ارتكاب المزيد من الفظائع بحقهم.
