مدارس التطرف في أفغانستان: قنابل “طالبـ،ـان” الموقوتة لدول الجوار
تشهد أفغانستان، منذ عودة حركة “طالبـ،ـان” إلى السلطة في أغسطس 2021، توسعًا في إنشاء المدارس الدينية التي يُطلق عليها “المدارس الجهادية”، وتُعتبر هذه المدارس مصدر قلق كبير لدول الجوار، حيث تُتهم بتعزيز التطرف وتدريب الجيل القادم من الإرهـ،ـابيين.
في الثالث من يونيو، وخلال اجتماع الجمعية البرلمانية لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي في كازاخستان، عبّر رئيس البرلمان الطاجيكي رستم إمام علي عن مخاوفه من تأثير هذه المدارس على استقرار المنطقة، وقال إمام علي إن “المدارس الجهادية” التي أنشأتها “طالبـ،ـان” على الحدود الأفغانية مع دول آسيا الوسطى تشكل تهديدًا أمنيًا كبيرًا، حيث تقوم بتدريب الانتحاريين ونشر أفكار التطرف الديني.
ووفقًا لتقرير صادر عن منظمة “أفغان ويتنس” البحثية، يوجد في أفغانستان نحو 19 ألف مدرسة رسمية و15 ألف مدرسة دينية، ومع ذلك، لم يتضح بعد عدد المدارس الدينية التي تُصنف كـ”مدارس جهادية”، حيث تُركز على نشر أفكار الجهاد الإسلامي، وزير التربية والتعليم في حكومة “طالبـ،ـان”، مولوي حبيب الله، لم يقدم تفاصيل واضحة عن المحتوى التعليمي في هذه المدارس.
ويشير المسؤولون في المنطقة إلى أن أفغانستان تحت حكم “طالبـ،ـان” أصبحت ملاذًا للإرهـ،ـاب، حيث وأفاد وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف، خلال اجتماع لوزراء دفاع منظمة معاهدة الأمن الجماعي، أن خطر تسلل الإرهـ،ـاب من أفغانستان إلى روسيا ودول آسيا الوسطى قد ازداد بشكل كبير، مضيفاً أن أحد الاهتمامات الرئيسية هو هيمنة “طالبـ،ـان” على البلاد وإيواء الجماعات الإرهـ،ـابية، مما يزيد من التهديدات الأمنية في المنطقة.
ورغم أن “طالبـ،ـان” نفت وجود الجماعات الإرهـ،ـابية الدولية على أراضيها، إلا أن تقارير مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وأجهزة الاستخبارات الدولية، بما في ذلك روسيا والولايات المتحدة، تؤكد استمرار وجود تنظيم “القاعدة” وحلفائه الإقليميين في أفغانستان.
إلى جانب ذلك، حولت “طالبـ،ـان” العديد من المرافق التعليمية إلى مدارس جهادية، ففي مناطق مثل تخار وبغلان، تم تحويل عدد من المدارس الرسمية، بما في ذلك مدارس للبنات، إلى مراكز تعليمية تروج لأفكار الجهاد. وفي مدينة مزار الشريف، تم تحويل مبنى قناة “ميترا” التلفزيونية إلى مدرسة دينية.
وفي الوقت الذي تشهد فيه أفغانستان هذا التوسع في “المدارس الجهادية”، تتعرض حقوق النساء والفتيات لتقييد شديد، حيث تمنع “طالبـ،ـان” الفتيات فوق سن 12 عامًا من الذهاب إلى المدارس والجامعات، كما أغلقت الحكومة بقيادة طالبـ،ـان معظم المباني التعليمية وحظرت على النساء العمل حتى في المجالات المخصصة لهن.
تُعتبر هذه التطورات مصدر قلق كبير ليس فقط للدول المجاورة، بل للمجتمع الدولي بأسره، الذي يراقب عن كثب كيفية تأثير هذه السياسات على الاستقرار الإقليمي ومستقبل الأجيال القادمة في أفغانستان.