يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم.. حركة طالـ،ـبان تحظر الكتب الدينية الشيعية في أفغانستان!!
انتقد ممثلو المذهب الشيعي في أفغانستان، الحظر الذي فرضته حركة طالـ،ـبان على دخول كتب الفقه الجعفري إلى البلاد، وإقدامها على سحب هذه الكتب من مكتبات الجامعات الحكومية والخاصة.
وجاء في تصريحات لقيادات الشيعة، إن الوصول إلى المعلومات الدينية، هو حق لكل مواطن، كما أن القيود التي تفرضها الحركة على دخول كتب الفقه الجعفري إلى البلاد وحظر تدريس فقه هذه العقيدة في الجامعات، لهو استهتار صارخ بالحرية الدينية.
وأوضح علماء الشيعة الأفغان، أن انتقادات المواطنين لتصرفات طالـ،ـبان التمييزية، هي صحيحة ومشروعة، معربين عن أملهم في أن تُحدِث طالـ،ـبان تغييرات في سياساتها الداخلية، وأن تبدأ باحترام جميع الأديان والمذاهب في البلاد.
وفي هذا الإطار، أكد أحد سكان منطقة “أفشار” في بلدة “دار الأمان” ذات الأغلبية الشيعية في العاصمة كابول، إن “طالـ،ـبان لن تستطيع القضاء على الدين بالقوة أو تغيير معتقدات الناس، ومن حق الطلبة الشيعة والسنة التعرف على عقيدتهم في المدارس والجامعات، وإجراء البحوث في هذا المجال، وفهم معتقدات بعضهم البعض بشكل جيد”، مضيفاً أن “أفغانستان بلد متعدد الأعراق والأديان، ولن يتمكن هذا البلد من تحقيق السلام والاستقرار إلا من خلال القبول المتبادل للأعراق والأديان.
وفي السياق نفسه، فقد أشارت المواطنة “فاطمة نوروزي”، من منطقة “دشت برجي” في كابول أيضاً، إلى أنه “وفق معتقداتها المتحيزة، تمارس طالـ،ـبان ضغوطاً على مجتمعات الهزارة والشيعة بكل الطرق الممكنة، وإن منع تدريس الفقه الجعفري في الجامعات الحكومية والخاصة هو قمع واستخفاف بالحرية الدينية للمؤمنين”، مضيفةً أنه “يمكن لطالبي العلم، الحصول على المعلومات اللازمة من خلال المدارس الدينية، وقراءة الكتب، والموارد المتاحة على شبكة الإنترنت، ولكن من الظلم أن يتعلم الطالب الشيعي، الفقه الحنفي في الجامعة، وأن يبقى الطالب السني جاهلاً بالفقه الجعفري، والاعتماد فقط على الشائعات السلبية حول هذا المعتقد”.
وفي سياقٍ متصل، قال مدير أحد المراكز الدينية في العاصمة الأفغانية، إن “أتباع المذهب الشيعي يتخذون حالياً، الاحتياطات اللازمة لتجنب إثارة غضب طالـ،ـبان”، مبيناً أن “مسؤولي الحركة منعوه مرتين من الدخول عند معبر (إسلام قلعة) الحدودي بسبب حيازته على كتب الفقه الجعفري بذريعة أن هذه الكتب (تربك عقول العامة)، وهو ما ليس صحيحاً على الإطلاق، حيث إن تقييد وصول هذه الكتب هو ما يربك عقول العامة، ومن الواجب عدم عرقلة نشر المعرفة”.
ودعا هذا العلامة الشيعي: “الى عدم تحريم تداول الكتب الدينية، والسماح للناس أن يقرأوا ويروا، وفي نهاية المطاف، سيقرر القارئ الاختيار من بين المعلومات المتنوعة، معرباً عن أمله في أن يعيد قادة طالبان النظر في هذا الأمر.
يذكر أن أتباع المذهب الشيعي يعدّون ثاني أكبر جماعة دينية في البلاد، ومع ذلك، تنكر حركة طالـ،ـبان بشكل صارخ، وجود التنوع الديني في البلاد، ومثالها ما جاء على لسان القائم بأعمال وزير التعليم العالي في حكومة طالـ،ـبان، “ندا محمد نديم” في خطاب على الحاضرين بجامعة “سيد جمال الدين الأفغاني” في ولاية “كونار” أواخر العام الماضي، من إنه “لا يوجد في أفغانستان دين آخر غير الإسلام الحنفي”.
تجدر الإشارة إلى أن وزارة التعليم العالي لدى طالـ،ـبان، كانت قد أصدرت تعليماتها لجميع الجامعات والمؤسسات التعليمية الخاصة في العام الماضي، بـ “تطهير مكتباتها من الكتب المخالفة للفقه الحنفي”، وسحب كل الكتب المخالفة لهذا الفقه، بالإضافة إلى حظر تدريس الفقه الجعفري في الجامعات الحكومية.