المرجع الشيرازي يحذّر من محاولات تشويه سيرة المصلحين وحركاتهم الهادفة إلى إصلاح البشرية وإنقاذها من الجهل
قال المرجع الديني الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي، اليوم الاثنين، إنّ أسباب التراجع والتدهور الحاصل في العديد من دول العالم إنكارها لدور المصلحين والاستهزاء بحركاتهم الهادفة إلى إصلاح النفس البشرية والمجتمع والأنظمة الحاكمة.
وذكر المرجع الشيرازي في كلمة له نشرها الموقع الرسمي لمكتبه وتابعتها (وكالة أخبار الشيعة) أن “استنكار أدوار ونضال المصلحين الحقيقيين والاستهزاء بأقوالهم وحركاتهم بمختلف الأساليب والطرق واحدة من أسباب التدهور الحاصل في العالم”.
وتابع بأن “من عادة البشر أنّهم غالباً، لا يطيقون كلام المُصلحين ولا يتحمّلون الخطاب الديني للأنبياء (عليهم السلام) الذي يدعو إلى الهداية وإلى الخير والسعادة، فيقومون بالاستهزاء بهم وبأقوالهم بمختلف الأساليب والطرق”.
وأوضح بأن “من بين أساليب محاربة المصلحين، القيام بتكذيبهم، وتوجيه الشكوك والتهم الباطلة لهم”، محذراً من “هذه الأساليب غايتها تشويه المبادئ والمضامين الصالحة التي يأتي بها المصلحون في سبيل إبقاء الناس قابعين في الجهل والدمار ليسهل السيطرة عليهم”.
وأشار إلى أن “هدف المصلحين يتمثل بالنصائح المقدمة للناس لإلحاق الهزيمة بالفساد والفاسدين، عبر مكافحة آفة الجهل التي تستولي على عقول وأدمغة الناس”.
واستدرك بأن “الناس غالباً لا يتحملون المصلحين، وعندما لا يتحملوهم يقومون بتسقيطهم عن طريق الاستهزاء والتكذيب وتوجيه التّهم، بل وينسبون إليهم أشياء مريبة كالسّحر والجنون زوراً وكذباً”.
ولفت سماحته إلى أن “الاستهزاء لا يقتصر على الأنبياء والرُّسل بل هو موجود ضد كلّ المصلحين وفي كلّ زمان، فترى المستهزئ ينال من سمعة كبار العلماء الماضين الأبرار وحتى يومنا هذا”.
وشدّد المرجع الشيرازي على ضرورة أن “يصبر الإنسان ويعتمد على الله تعالى ويتحمل الأذى والمشاكل من أجل نشر أحكام الله والترويج للعقائد الإسلامية والأخلاق والفضائل التي يتبناها الإسلام في كلّ مكان وزمان”.