“الشعبة الخامسة”.. من بؤرة جحيم للعراقيين، وموقع لإعدام طاغية العصر، إلى منتجع سياحي لزوار الإمام الكاظم “عليه السلام”
انقسمت آراء العراقيين في تقييم القرار الحكومي الأخير، بتحويل موقع ما يُعرف بـ”شعبة الاستخبارات الخامسة” السيئة الصيت في عهد النظام البائد، وبـ”معسكر العدالة” حالياً، إلى منتجع سياحي وثقافي ومتحف تاريخي بحكم موقعها المطلّ على مدينة الكاظمية المقدسة ذات الجذب الديني السياحي الكبير على مدار العام.
ففي حين رأى البعض أنها خطوة مهمة تطوي حقبة من الظلم والاستبداد التي مرّ بها العراق خلال حكم البعث المقبور، يعتقد آخرون بضرورة الحفاظ على جانب من مساحة هذه الشعبة الكبيرة “لتبقى شاهداً على عمليات التعذيب والإعدامات التي شهدتها زنازينها في الماضي”.
وجاء في بيان حكومي يوم الأربعاء الماضي الموافق 15 آيار الجاري، أنه سيصار إلى المضيّ في إجراءات إخلاء وفتح منطقة “الشعبة الخامسة” في مدينة الكاظمية المقدسة، مشيراً إلى إعداد ما وصفها بـ “خطة إعمارية متكاملة للمدينة”، تشمل تخصيص أراضي هذه المنطقة، لإقامة مرافق خدمية، ومراكز ثقافية ودينية، ومدن استراحة متعددة للزائرين الذين يفدون إليها من مختلف مناطق العالم.
كما أوضح البيان أن الخطة تتضمن إقامة منشآت تعليمية وطبية ورياضية وأسواق تجارية تحاكي إرث المدينة، فيما سيتم ربط المنطقة الجديدة بمنطقة “الكريعات” بواسطة جسر معلق حديث، وربطها بالمنطقة المحيطة بضريح الإمامين الكاظمين “عليهما السلام”، عبر سكة قطار متطورة.
ووفقاً للبيان، فإنه سيتم تحويل المبنى الخاص بمقر “الشعبة الخامسة” إلى متحف كبير سيحتفظ بكل الوثائق والأدلة التاريخية وأدوات التعذيب والشواهد الأخرى على حقبة الجحيم التي عاشها أبناء العراق تحت سطوة أزلام البعث الكافر.
يذكر أن موقع “الشعبة الخامسة” الجغرافي، هو في مدخل مدينة الكاظمية المقدسة وقبالة الأعظمية عبر نهر دجلة شمالي العاصمة بغداد، حيث شهد هذا الموقع، حالات تعذيب وإعدام لأبناء الشعب العراقي تحت حجج وأحكام مختلفة طوال فترة حكم البعث الممتدة من 1979 إلى 2003، لتصبح “الشعبة الخامسة” بدورها، الموقع الذي تم فيه إعدام الطاغية المقبور في 30 كانون الأول عام 2006، على خلفية إدانته في مجزرة “الدجيل” والتي راح ضحيتها 148 شهيداً من أتباع آل البيت الأطهار “عليهم السلام” عام 1982.