شيعة افغانستان ضمن أهم محاور اجتماع عقدته الأمم المتحدة مؤخراً
تصدّر ملف الشيعة الافغان آخر اجتماع للجمعية العمومية للأمم المتحدة في الـ 29 من شهر نيسان الماضي والخاص بأعمال المراجعة الدورية الشاملة لمجلس حقوق الإنسان الأممي.
وتعد هذه المراجعة، آليةً فريدة من نوعها لمجلس حقوق الإنسان والذي يدعو بموجبه جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، إلى الخضوع لمراجعة النظراء لسجلاتها في مجال حقوق الإنسان لكل 4 إلى 5 سنوات مضت.
كما يتيح الاستعراض الدوري الشامل لكل دولة، الفرصة لتقديم تقارير منتظمة عن الإجراءات التي اتخذتها لتحسين أوضاع حقوق الإنسان لديها وتلقي التوصيات.
وبينما كان الاستعراض الدوري الشامل ينظر في الوضع في أفغانستان، استمرت ما وصفها الاستعراض بـ “الجرائم الفظيعة” المرتكبة بحق أتباع آل البيت الأطهار “عليهم السلام” في هذا البلد، حيث شهد اليوم المخصص للمراجعة الأممية، اقتحاما إرهـ،ـابيا مسلحا لمسجد بلدة “أنديشا” الشيعي في مقاطعة “هيرات” غربي أفغانستان، مما أسفر عن استشهاد ستة أشخاص كحصيلة أولية.
وذكر التقرير أن المجتمعات الشيعية في أفغانستان، والتي تتكون أساساً من قومية الـ “هزارة”، تعاني من تمييز منهجي وهجمات مسلحة وتهميشًا ومضايقات متواصلة في ظل حكم جماعة طالبان.
ووفقاً للتقرير الأممي، فإن من بين هذه المضايقات، هو ما شهده عام 2023، عندما أقدمت حركة طالـ،ـبان على منع الشيعة من إحياء إحدى مناسباتهم الدينية المهمة، وتقييد تدريس الفقه الشيعي في الجامعات، فضلاً عن حظر الزواج بين الشيعة والسنة في أجزاء من أفغانستان، ناهيك عن تكاسل الحركة عن حماية الطائفة الشيعية من هجمات تنظيم “ولاية خراسان” الإرهابي، حيث لا يُعرف سوى القليل عما إذا كان قد تم التحقيق في الهجمات الإرهابية أو محاسبة الجناة.
وبينما كان الاستعراض الدوري الشامل ينظر في الوضع في أفغانستان، فقد تمت الإشارة إلى محو النساء فعلياً من المجتمع، فقد ذكر التقرير أنه منذ استيلائها على أفغانستان، منعت حركة طالـ،ـبان الفتيات من التعليم الثانوي والجامعي وحظرت دخولهن إلى الحدائق العامة والمكتبات والصالات الرياضية وكذلك، من التقدّم بطلبات العمل في أغلب أرجاء البلاد.
وأضاف التقرير أنه على الرغم من رغبة طالـ،ـبان في الاعتراف بها كسلطة شرعية والحصول على مكان في المحافل الدولية، إلا أن الحركة لم تظهر أي استعداد للمشاركة وضمان توفير الحد الأدنى من معايير حقوق الإنسان لجميع مواطني البلاد حتى في ظل الانتقادات الموجّهة لها من قبل المجتمع الدولي.