في خطوة أثارت الجدل وأثبتت الانقسام الثقافي والديني في إيطاليا، قامت بلدية مونفالكوني شمالي شرق البلاد بمنع المسلمين المقيمين في المنطقة من أداء صلواتهم في المراكز الثقافية، مما أثار غضب السكان المسلمين ودفعهم إلى الصلاة في مواقف السيارات.
واعتبر السكان المسلمون هذه الخطوة اعتداءً على حقوقهم الدستورية في ممارسة العبادة، وجعلتهم يضطرون إلى الاجتماع في أماكن غير ملائمة، مثل مواقف السيارات، في انتظار قرار القضاء بشأن حقوقهم.
من جانبها، اعتبرت رئيسة البلدية، اليمينية المتطرفة آنا سيسينت، أن قرار منع الصلاة يأتي في إطار “تهيئة الأماكن” وليس له علاقة بالتمييز، مؤكدة أنها تسعى لتطبيق القانون بكل صرامة.
وأوضحت سيسينت قائلة: “بوصفي رئيسة للبلدية، لست ضد أي شخص.. أنا هنا لتطبيق القانون”، مشيرة إلى اعتقادها بأن عدد المهاجرين المسلمين في المنطقة تزايد بشكل كبير وأصبح “مهما للغاية”، مشددة على ضرورة التعبير عن الحقائق كما هي.
وتتجه رئيسة البلدية بشدة نحو الانضمام إلى قائمة الانتخابات الأوروبية لحزب “الرابطة” المناهض للمهاجرين، الذي يعارض منذ عقود قرارات إنشاء مساجد في معقله في شمال البلاد.
وفي إيطاليا، التي يمثل الكاثوليكية الأغلبية الدينية، يواجه المسلمون تحديات كبيرة في بناء المساجد، على الرغم من كونهم أكبر أقلية دينية في البلاد، وتعتبر هذه العقبات سبباً في تزايد التوترات الاجتماعية والثقافية.
وفي هذا السياق، ترى سيسينت أن الجالية المسلمة في بلدتها “منغلقة للغاية” وترفض الاندماج، مما يثير التحيز والخوف لدى السكان غير المسلمين، حسب تقديرات السكان.
وفي ختام المطاف، يبدو أن هذه الخطوات القاسية من البلدية تضعها في مصاف الحزب القومي المناهض للمهاجرين، مما قد يعزز مكانتها في الساحة السياسية المحلية، ولكنها في الوقت ذاته تزيد من حدة التوترات والانقسامات في المجتمع الإيطالي.